في فسطاطه ، وبد رحيل الحسين أتى منزله على شاطئ الفرات فنزله. ولما كان مقتل الحسين جاء الى كربلاء ووقف على أجداث الشهداء ، وبكى بكاء شديدا ، واستعبر ، ورثى الحسين وأصحابه الذين قتلوا معه بعد أن جرى ما جرى بينه وبين ابن زياد ، ووقف باكياً متأوهاً ، منشداً قصيدة طويلة في رثاء الامام وندمه لعدم اشتراكه في القتال. وهذه الابيات من تلك القصيدة :
يقول أمير غادر وابن غادر |
|
ألا كنت قابلت الشهيد بن فاطمه |
ونفسي على خذلانه واعتزاله |
|
وبيعة هذا الناكث العهد لائمه |
فيا ندمي أن لا أكون نصرته |
|
ألا كل نفس لا تسدد نادمه |
ويا ندمي أن لم أكن من حماته |
|
لذو حسرة ما إن تفارق لازمه |
سقى الله أرواح الذين تآزروا |
|
على نصره سقياً من الغيث دائمه |
وقفت على أجداثهم ومجالهم |
|
فكاد الحشى ينفض والعين ساجمه |
لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى |
|
سراعاً الى الهيجا حماة خضارمه |
تآسوا على نصر ابن بنت نبيهم |
|
بأسيافهم آسا دغيل ضراغمه |
فان تقتلوا فكل نفس تقية |
|
على الارض قد اضحت لذلك واجمه |
وما إن رأى الراؤون أفضل منهم |
|
لدى الموت سادات وزهراً قماقمه |
أتقتلهم ظلماً وترجوا ودادنا |
|
فدع خطة ليست لنا بملائمه |
لعمري لقد راغمتمونا تقتلم |
|
فكم ناقم منا عليكم وناقمه |
أهم مراراً أن أسير بجحفل |
|
الى فئة زاغت عن الحق ظالمه |
فكفوا وإلا زرتكم في كتائب |
|
أشد عليكم من رصوف الديالمه (١) |
٣ ـ جاء في الصفحتين « ٢٣٧ ـ ٢٣٨ » من تاريخ « الكامل » لابن الأثير المجلد الرابع وكذا في تاريخ « الرسل والملوك » حول حادث الجعفي ما نصه :
__________________
(١) مقتل الحسين (ع) ، لابي مخنف : ٢٤٥.