« لما مات معاوية ، وقتل الحسين بن علي ، لم يكن عبيد الله بن الحر الجعفي من حضر قتله ، وتغيب عن ذلك تعمداً. فلما قتل الحسين جعل ابن زياد يتفقد الاشراف من أهل الكوفة فلم ير عبيد الله بن الحر ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه ، فقال له : أين كنت يا ابن الحر؟ قال : كنت مريضاً ، قال : مريض القلب ، أم مريض البدن؟ فقال : أمّا قلبي فلم يمرض ، وأما بدني فقد من الله عليّ بالعافية ، فقال ابن زياد: كذبت ، ولكنك كنت مع عدونا. فقال : لو كنت معه لرأى مكاني. وغفل عنه ابن زياد فخرج ، فركب فرسه ، ثم طلبه ابن زياد فقالوا: ركب الساعة. فقال : عليّ به. فاحضر الشرطة خلفه. فقالوا : أجب الأمير. فقال : أبلغوه عني أني لاآتيه طائعاً أبداً.
ثم أجرى فرسه وأتى منزل أحمد بن زياد الطائي ، فاجتمع اليه اصحابه. ثم خرج حتى أتى كربلاء ، فنظر الى مصارع الحسين ومن قتل معه فاستغفر لهم ، ثم مضى الى المدائن. وكان عبيد الله قد قال في هؤلاء الصرعى قصيدة :
« يقول امر غادر وابن غادر ... » الى آخر القصيدة.
وأقام ابن الحر بمنزله على شاطئ الفرات الى أن مات يزيد ... ».
٤ ـ ذكر كتاب « الحسين في طريقه الى الشهادة » وكذا العلامة العاملي في أعيانه ، وسبط ابن الجوزي عن السدي في تذكرته ، وكذا المفيد بسنده عن إبراهيم بن داحة ما نصه :
« إن عقبة بن عمر العبسي أو السهمي وهو من بني سهم بن عون بن غالبة كان أول من ناح الحسين وزار قبره ، ورثاه بقصيدة ندرج بعض أبياتها تالياً وذلك في أواخر المائة الأولى من الهجرة. والأبيات هي :
مررت على قبر الحسين بكربلاء |
|
ويسعد عيني دمعها وزفيرها |
وناديت من بعد الحسين عصائباً |
|
أطافت به من جانبيه قتورها |
إذا العين قرت في الحياة وأنتم |
|
تخافون في الدنيا فأظلم نورها |