يتضرعون ... ».
وتستطرد الكاتبة فتقول : « وغادروا القبر وقد ازادادوا ندماً وحماسة ، فاندفعوا كالموج مستبسلين يلقون الالوف المؤلفة من جند بني أمية وأقصى أمانيهم أن يقتلوا في ثار الحسين ».
وتواصل الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن الشهيرة ببنت الشاطئ كلامها في الصفحة «٧٦٥» من مسوعتها عند ذكر مناحات التوابين ، وتعرج على إثارة السيدة زينب النفوس وإلهابها في الأخذ بثأرالحسين من بني أمية ، وتقول :
« وكانت السيد زينب هي التي جعلت من مصرع الحسين مأساة خالدة لاتعرف ما هو أبعد أثراً في تطور العقيدة عند الشيعة ، وصيرت من يوم مقتله مأتماً سنوياً للأحزان والآلام.
وكانت زينب هي التي صيرت من ليلة العاشر من المحرم مأتماً سنوياً للأحزان والآلام يحج فيه أحفاد التوابين الى المشهد المقدس في كربلاء ، حيث يعيدون تمثيل المأسات ، ويفرضون على أنفسهم أقسى أنواع العذاب الجسدي ، تكفيراً عن خطيئة آبائهم وأجدادهم الذين قتلوا الحسين وآله وصحبه ، وبقى شعار التوابين الى أن انقرضوا ».
وتستطرد هذه الدكتورة فتقول :
« وما أحسب أن التاريخ قد عرف حزناً كهذا طال مداه حتى استمر بضعة عشر قرناً دون أن يفتر ، فمراثي شهداء كربلاء هي الأناشيد التي يترنم بها الشيعة في عيد حزنهم يوم عاشوراء في كل عام ، ويتحدون الزمن أن يغيبها في متاهة النسيان .. ».
ثم تستأنف الكلام وتقول :
« وكذلك كانت زينب عقيلة بني هاشم في تاريخ الاسلام وتاريخ الانسانية بطلة استطاعت أن تثأر لأخيها الشهيد ، وأن تسلط معاول الهدم على دولة بني