تنبؤاته بهذا المصيرالمحزن كثيرة ، استناداً الى ما كان قد سمعه من جده المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن أبيه الكرار عليهالسلام ، وتطبيقاً منه لمجريات الحوادث التي كانت تمر عليه في كل يوم وليلة منذ أواخر عهد معاوية بن أبي سفيان وبعد استيلاء يزيد على الحكم. وفيما يلي بعض ماعثرت عليه في بطون الكتب في هذا الأمر :
٥ ـ نقل كتاب « إقناع اللائم » في صفحته «١٨٩» عن مقال للمستشرق الالماني الشهير ( ماربين ) حول فاجعة كربلاء ، ما ترجمته تالياً.
« وأكبر دليل على أن الحسين عليهالسلام كان ذاهباً لمصرعه ولم يقصد السلطنة والرئاسة أبداً ، هو أنه مع ذلك العلم ، وتلك السياسة والتجربة التي اكتسبها في عهد ابيه وأخيه في قتالهم مع بني أمية ؛ كان يعلم أنه لا يملك الاستعدادات اللازمة مع تلك القوة التي كانت ليزيد لتمكنه من المقاومة. وأيضاً فان الحسين بعد قتل أبيه كان يخبرعن نفسه أنه مقتول لا محالة ، ومن الساعة التي خرج فيها من المدينة كان يقول بصوت عال وبلا تستر : إنني ذاهب للقتل. وكان يصرح بذلك لاصحابه إتماماً للحجة ، وليبرئ نفسه من أنه يجاهد طمعاً في الجاه ، وكانت لهجته على الدوام : إن أمامي طريق المصرع. ولو لم يكن الحسين بهذه الافكار لم يكن ليستسلم للموت ، بل كان يسعى لاعداد جيش ، لا أن يفرق الجماعة الذين معه ، ولما لم يكن له قصد سوى القتل الذي هو مقدمة لتلك الأفكارالسامية ، وتلك الثورة المقدسة ، التي كانت في نظره أنها أكبر وسيلة لتلك الثورة التي سيفقد فيها الأنصار ويصاب بها بالقتل مظلوماً شهيداً ، لذلك اختارها لتكون مصائبه أشد تأثيراً في القلوب .. ».
ثم يستطرد الكاتب الالماني فيقول :
« إنه ـ أي الحسين ـ لم يتحمل هذه المصائب للحصول على السلطنة ، ولم يرد هذه المهلكة العظمى على غير علم ، كما تصور ذلك بعض مؤرخينا ، بدليل : أنه كان قبل هذه الواقعة بسنين متطاولة يترنم بذكر مصائبه التي ستقع على سبيل التسلية