ثم نظر اليهم وصلى ساعة ، ثم قال : اللهم إنا عترة نبيك محمد ، وقد أزعجنا وطردنا وأخرجنا عن حرم جدنا وتعدت بنو أمية عليا.اللهم فخذ بحقنا ، وانصرنا على القوم الظالمين .. ».
٩ ـ وجاء في الصفحة «٧١٨» من « موسوعة آل النبي » ما نصه :
« وفي خبر : إن أبا عبد الله الحسين خرج في جوف الليل يتفقد عسكره فتبعه نافع بن هلال ، فساله الحسين عما أخرجه ، قال : يا ابن رسول الله ، يعز علي خروجك الى جهة معسكر هذا الطاغية ، فتلطف الامام وقال له :
ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك؟
أجاب صارخاً :
ثكلتني أمي ، إن سيفي بألف وفرسي مثله ، فو الله الذي من بك علي لا أفارقك حتى يكلا عن فري وجري.
ثم دخل الحسين خيمة أخته زينب ووقف نافع بازاء الخيمة ينتظره ، فسمع زينب تقول لأخيها :
هل استعلمت من أصحابك ثباتهم ، فأني أخشى أن يسلموك عند الوثبة ، قال لها :
والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا من يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل الى محالب أمه.
فلما سمع نافع كلمة الامام لم يملك وضعه وذهب الى حبيب بن مظاهر فحكى له ما سمع. ثم تستطرد الموسوعة فتقول :
ومضى حبيب باصحابه حتى شارف خيام النساء فصاح : يا معشر حرائر رسول الله ، هذه صوارم فتيانكم آلوا أن لا يغمدوها إلى في رقاب من يريد السوء فيكم ، وهذه أسنة غلمانكم أقسموا أن لا يركزوها إلا في صدور من يفرق ناديكم.
فخرجت النساء اليهم ، فضج القوم بالبكاء حتى كأن الأرض تمور ... ».