العليل زين العابدين عليهالسلام ، أرض المجزرة الرهيبة ، تحت حراسة جلاوزة ابن سعد ، قالت النسوة السبايا للحراس : بحق الله إلا مررنا على مصرع الحسين وأحدات الشهداء ، فجاز الركب ساحة المعركة حيث الاشلاء مبعثرة في الدماء. فلما نظر النسوة الى القتلى صحن وضربن وجوههن. فصاحت زينب : وامحمداه ، صلى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء ، مرمل بالدماء ، مقطع الاعضاء ( الى آخر ما مر ذكره في الفصل السابق ). فضجت النسوة من ورائها بالنواح ، وبكى كل عدو وصديق من هذا الموقف الرهيب. كما أن سكينة بنت الحسين عليهالسلام اعتنقت جسد أبيها فاجتمع عليها عدة من الأعراب حتى جروها عنه. وكان هذا أول نواح عام على ضحايا الطف بعد المعركة الشنيعة والمجزرة الرهيبة.
وفيما يلي أقوال بعض المؤرخين الثقات في وصف المعركة بإيجاز ، مما له صلة ببحث النياحة :
١ ـ جاء في الجزء «١ : ١٢١» من « المجالس السنية » عند وصف ساعة طعان الامام لوحده للاعداء ، قول المؤلف : « فسقط عليهالسلام عن فرسه الى الارض على خده الأيمن ، ثم قام. وخرجت أخته زينب الى باب الفسطاط وهي تنادي : وا أخاه ، وا سيداه ، وا أهل بيتاه ، ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل (١). وختمت نداءها هذا ـ الذي مر ذكره في الفصل السابق ـ قائلة : ويلكم أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد بشيء ».
٢ ـ وجاء في الصفحة «١٢٥» من الكتاب نفسه ما عبارته : « لما قتل الحسين وضعت أم كلثوم يدها على أم رأسها ونادت : وا محمداه ، وا جعفراه ، وا حمزتاه ، هذا حسين بالعراء ، صريع بكربلاء ، محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والردا ـ الى أن يقول المؤلف الجليل عند وصف سلب خيم الامام وزين العابدين
__________________
(١) اللهوف في قتلى الطفوف : ٥٤.