بنت الامام علي عليهالسلام ، ثم الامام زين العابدين. وبعد كل خطبة كان الناس يضجون بالبكاء والنحيب ، ونشرت النساء شعورهن ، وخمشن وجوهن ، ولطمن خدودهن ، ودعون بالويل والثبور ، وبكى الرجال والاطفال والنساء ، فلم ير باك وباكية أكثر من ذلك اليوم.
٢ـ قال الشيخ المفيد في « ارشاده » ما نصه « ولما وصل رأس الحسين من كربلاء الى الكوفة ووصل ابن سعد ـ لعنه الله ـ من غد يوم وصوله ومعه بنات الحسين وِأهله ، جلس ابن زياد للناس في قصر الامارة فأذن للناس اذنا عاما وأمر باحضار الرأس فوضع بين يديه ، فجعل ينظر اليه ويتبسم وفي يده قضيب يضرب به ثناياه ، وكان الى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو شيخ كبير ، فلما رآه يضرب بالقضيب ثناياه قال له : ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين ، فوالله الذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما لا احصيه كثرة تقبلهما ، ثم انتحب باكياً. فقال له ابن زياد : أبكى الله عينك ، أتبكي لفتح الله؟ والله لو لا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك. فنهض زيد بن أرقم وهو يقول : أيها الناس أنتم العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة وأمرتم ابن مرجانة ، والله ليقتلن خياركم ، وليستعبدن شراركم ؛ فبعداً لمن يرضى بالذل والعار .. » (١).
ويستطرد المفيد في « إرشاده » بوصف مثول بقية الأسرى من آل الحسين عليهالسلام بين يدي ابن زياد ، وقوله لزينب : قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك. فيقول المفيد : « فرقت زينب وبكت وقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ... » (٢) الى آخر الحديث.
__________________
(١) ليس في المصدر « وهو يقول : ايها الناس ... بالذل والعار » ، وبدلها في المصدر « من بين يديه وصار الى منزله ».
(٢) ارشاد المفيد ٢ : ١١٤.