وقد أستمر عويل ونحيب وبكاء ونواح أهل الكوفة من الرجال والنساء على مرأى من السبايا والاسارى ، وأسقط في ايدي أهل الكوفة من هول الفاجعة وذهلوا. وقد عمت هذه النوائح على سبايا الحسين عليهالسلام الاوساط الكوفية طيلة ايام مكوثها فيها.
٣ ـ جاء في الجزء «١ : ١٣٥» من كتاب « المجالس السنية » السابق الذكر بعد ان يذكر المؤلف تفصيل الخطبة التي ألقتها فاطمة الصغرى بنت الامام الشهيد عليهالسلام على الكوفيين ما نصه : « وقبيل انتهائها من الخطبة ارتفعت اصوات الكوفيين بالبكاء والنحيب وقالوا : حسبك يا بنت الطيبين فقد احرقت قلوبنا ، وأنضجت نحورنا ، وأضرمت اجوافنا ، فسكتت .. » (١).
٤ ـ وفي الجزء « ١ : ١٣٢ » منه ما نصه : « لما جيء بالسبايا من أهل البيت الى الكوفة ، خطبت أم كلثوم بنت علي عليهالسلام في ذلك اليوم من وراء كلتّها ، رافعة صوتها بالبكاء » (٢).
ثم قال المؤلف ـ بعد أن ذكر خطبتها ما عبارته : « فضج الناس بالبكاء والنحيب ، ونشر النساء شعورهن ، ووضعن التراب على رؤوسهن وخمشن وجوههن ، ولطمن خدودهن ودعون بالويل والثبور ، وبكى الرجال ، فلم ير باك وباكية أكثر من ذلك اليوم ... ».
ثم يستطرد الكتاب مشيراً الى خطبة الامام زين العابدين مخاطباً الناس يقول : « فارتفعت أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية ، وقال بعضهم لبعض : هلكتم وما تعلمون ».
٥ ـ روى ابن طاووس الحسيني في كتابه « اللهوف في قتلى الطفوف » هذه
__________________
(١) اللهوف في قتلى الطفوف : ٦٧.
(٢) في المصدر زيادة ( والله ).