الحسين بن علي. فقال : أخرج فناد بقتله ، فناديت ، فلم أسمع (١) واعية قط مثل واعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن علي حين سمعوا النداء بقتله.
ثم يستطرد فيقول : وخرجت أم لقمان زينب بنت عقيل بن أبي طالب رحمهالله حين سمعت نعي الحسين حاسرة ، ومعها أخواتها أم هاني ، وأسماء ، ورملة ، وزينب بنات عقيل بن أبي طالب تبكي قتلاها في الطف ، وهي تقول :
ماذا تقولون إن قال النبي لكم |
|
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم |
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي |
|
منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم |
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم |
|
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي (٢) |
٢ ـ تقول الدكتورة بنت الشاطئ في كتابها « سكينة بنت الحسين » صفحة «٦٨» عند الاشارة الى وصول السبايا الى المدينة عام ٦١ هـ ما نصه : « وضجت المدينة بسكانها وهي تستقبل بقايا الركب الحسيني الذي ودعته منذ قليل. وبرزت النساء ـ كل النساء ـ صارخات باكيات ، وخرجت عقيلات بني هاشم من خدورهن حاسرات الوجوه ، يندبن في لوعة : واحسيناه ، واحسيناه. ولم تبق في المدينة دار إلا وبها مأتم ، ولبثت مناحة الشهداء هناك قائمة أياماً وليالي ، حتى جفت المآقي من طول ما سكبت من دمع ، وحتى ضحل الحلق من طول ما أجهدها النواح ... ».
وتستطرد الدكتورة بنت الشاطئ فتقول : « وفي المدينة أقامت الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين المأتم عليه ، وبكت النساء معها حتى جفت دموعها. ولما أعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة أمرت أن يصنع السويق ، وقالت : إنها تريد أن تقوى على البكاء ، وقد خطبها بعد الحسين الأشراف ، فأبت وقالت ما كنت لأتخذ حماً ـ أي أقارب الزوج ـ وهكذا بقيت الرباب سنة بعد
__________________
(١) في المصدر زيادة ( والله ).
(٢) ارشاد المفيد ٢ : ١٢٣.