بركبها ، حتى إذا بلغت العاصمة مضى بها مسلمة الى داره ، فأقامت بها قرابة عام لم تر خلالها إلا عابدة متبتلة.
ثم كانت نهاية المطاف ، ماتت السيدة زينب عشية يوم الأحد ، لأربع عشرة مضين من رجب ، عام ٦٢ هـ ، على أرجح الأقوال. وأغمضت العينان اللتان شهدتا مذبحة كربلاء وآن للجسد المتعب المضنى أن يستريح.
فمهدت لها الارض الطيبة مرقداً لينا في مخدعها ، وحيث اختارت أن تكون ضجعتها الأخيرة.
وبقي قبرها مزاراً مباركاً يفد اليه المسلمون حتى يومنا هذا من كل فج عميق .. ».
وقالت الدكتورة بنت الشاطئ ايضاً في الصفحة «٧٦٨» من موسوعتها ما يلي :
« أجل ، هي زينب التي دعلت من مصرع أخيها الشهيد مأساة خالدة ، وصيرت من يوم مقتله ماتماً سنوياً للاحزان والآلام ».
٢ ـ وبهذه المناسبة نوجز كلمة عن المكان الذي قبرت فيه السيد زينب. إذ إن الخلاف بين المؤرخين في مكان قبرها كبير ، فبعضهم أقر بوجوده في مصر بمحله الحالي المعروف ، وآخرون قالوا : إنه في دمشق. وأفاد غيرهم : إنه في المدينة. وأنقل فيما يلي رأى العلامتين ، السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني ، والسيد محسن الأمين العاملي ، حسماً للخلاف. سيما وانهما الحجتان في مثل هذه المواضيع في هذا القرن ، واتبع ذلك بالمرويات عن النياحات الحسينية في مصر ، منذ وطئت قدم السيدة زينب تلك البلاد.
٣ ـ جاء في الصفحة «٢٥٦» من الجزء «٦» من المجلد «٣» من مجلة « المرشد » البغدادية ، بقلم العلامة الشهرساتي الحسيني ، ما نصه : « واختلف المؤرخون في المكان الذي دفنت فيه السيدة زينب ، والمشهور انها دفنت في قناطر