البلاغة :
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ) إيراد الأمر بصيغة الإخبار وتأكيده ب (إِنَ) للتفخيم وتأكيد وجوب العناية والامتثال وتكرار الاسم الجليل : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ) ، (إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ) ، (إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً) لغرس المهابة في النفس.
المفردات اللغوية :
(الْأَماناتِ) جمع أمانة : وهي ما يؤتمن الشخص عليه ، وفي عرف الناس : هي كل ما أخذته بإذن صاحبه. وتعمّ جميع الحقوق المتعلّقة بالذّمة ، لله أو للناس أو لنفسه ، ويسمى حافظها أمينا وحفيظا ووفيّا ، ومن لا يحفظها ولا يؤدّيها خائنا.
(بِالْعَدْلِ) إيصال الحق إلى صاحبه من أقرب طريق. (نِعِمَّا) فيه إدغام ميم «نعم» في «ما» النكرة الموصوفة أي نعم الشيء (يَعِظُكُمْ بِهِ) تأدية الأمانة والحكم بالعدل. (تَأْوِيلاً) مآلا وعاقبة.
سبب النزول :
نزول الآية (٥٨):
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ) : عن ابن عباس قال : لما فتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة ، دعا عثمان بن طلحة ، فلما أتاه قال : أرني المفتاح ، فأتاه به ، فلما بسط يده إليه ، قام العباس ، فقال : بأبي أنت وأمي ، اجمعه لي مع السقاية ، فكفّ عثمان يده ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هات المفتاح يا عثمان ، فقال : هاك بأمانة الله ، فقام ففتح الكعبة ، ثم خرج فطاف بالبيت ، ثم نزل عليه جبريل بردّ المفتاح ، فدعا عثمان بن طلحة ، فأعطاه المفتاح ، ثم قال : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) حتى فرغ من الآية.
وأخرج شعبة في تفسيره عن حجاج عن ابن جريج قال : نزلت هذه الآية في عثمان بن طلحة ، أخذ منه رسول الله صلىاللهعليهوسلم مفتاح الكعبة ، فدخل به البيت يوم الفتح ، فخرج ، وهو يتلو هذه الآية ، فدعا عثمان فناوله المفتاح. قال :