ورد في الحديث. (مِنْ دُونِ اللهِ) من غيره (وَلِيًّا) يتولى أمره ويحفظه ويدفع العقاب عنه (وَلا نَصِيراً) ينصره ، ويمنعه منه وينقذه مما يحل به. (وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) النقير والنقرة : النكتة التي تكون في ظهر النواة ، ويضرب بها المثل في القلة (أَسْلَمَ وَجْهَهُ) أي انقاد وأخلص عمله (وَهُوَ مُحْسِنٌ) عامل للحسنات تارك للسيئات (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) ديانته الموافقة لملة الإسلام. (حَنِيفاً) مائلا عن الزيغ والضلال ، أي مائلا عن الأديان كلها إلى الدين الحق القيم. (خَلِيلاً) صفيا خالص المحبة له (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ملكا وخلقا وعبيدا (مُحِيطاً) أي عالما بالأشياء مع القدرة عليها ، ولم يزل متصفا بذلك.
سبب النزول :
نزول الآية (١٢٣):
(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ) : أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : قالت اليهود والنصارى : لا يدخل الجنة غيرنا ، وقالت قريش : إنا لا نبعث ، فأنزل الله : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ).
وأخرج ابن جرير الطبري عن مسروق قال : تفاخر النصارى وأهل الإسلام فقال هؤلاء : نحن أفضل منكم ، وقال هؤلاء : نحن أفضل منكم ، فأنزل الله : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ).
وأخرج الطبري أيضا عن مسروق قال : لما نزلت : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ) قال أهل الكتاب : وأنتم سواء ، فنزلت هذه الآية : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ).
المناسبة :
لما ذكر الله تعالى في الآيات السابقة دور الشيطان في إلقاء الأماني الكاذبة ، وكان لهذا تأثير في نفوس أهل الكتاب وبعض ضعاف الإيمان من المسلمين ، ناسب بيان أثر الأماني ، وفضل العمل وجزائه.