بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) قالت : الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها ، فتقول : أجعلك من شأني في حلّ ، فنزلت هذه الآية.
المناسبة :
اشتملت السورة على موضوعين عامين : كان أولهما في أحكام النساء واليتامى والقرابة والإرث والمصاهرة ، ثم أبانت بدءا من قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا) أسس الدين ، وأحوال أهل الكتاب والمنافقين ، والقتال. ثم عاد الكلام هنا إلى أحكام النساء واليتامى الضعفاء ، وتوطيد دعائم الرابطة الزوجية بالإصلاح ، وبالعدل بين الزوجات حال التعدد.
التفسير والبيان :
ويستفتونك يا محمد في شأن النساء وحقوقهن الشاملة للميراث وحقوق الزواج ، أي المالية والزوجية ، كالعدل في المعاملة ، والعشرة الطيبة وعلاج حالة النشوز. قل : الله يفتيكم فيهن ويبين لكم ما أشكل من أمورهن ، وكذلك يوضح لكم أحكاما أخرى في المتلو عليكم في القرآن من أول السورة ، كأحكام معاملة النساء اليتامى في المواريث ، وإيتاء أموال الأيتام بقوله : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) [النساء ٤ / ٢] والتحرج من الزواج باليتيمات : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ ..) [النساء ٤ / ٣].
فقد جرت عادتكم القبيحة ألا تعطوهن ما كتب (فرض) لهن من الإرث إذا كان في أيديكم ، لولايتكم عليهن ، وترغبون في أن تنكحوهن لجمالهن والتمتع بأموالهن. ويحتمل : وترغبون عن أن تنكحوهن لدمامتهن ، روي أن عمر بن الخطاب رضياللهعنه كان إذا جاءه ولي اليتيمة نظر ، فإن كانت جميلة غنية قال : زوّجها غيرك ، والتمس لها من هو خير منك ، وإن كانت دميمة ولا مال لها قال : تزوجها ، فأنت أحق بها. هذا مع العلم أنه كان الرجل منهم يضم اليتيمة