اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (١٣٣) مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً (١٣٤))
الإعراب :
(مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) وإياكم : ضمير منفصل منصوب عطفا على (الَّذِينَ) وهو مفعول وصينا ، والتقدير : ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب وإياكم بأن اتّقوا الله. وحذف حرف الجر من (أَنِ). أو تكون (أَنِ) المفسّرة ؛ لأن التوصية في معنى القول.
المفردات اللغوية :
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أي أمرنا اليهود والنصارى في كتبهم ، والكتاب : اسم جنس يتناول الكتب السماوية. (وَإِيَّاكُمْ) يا أهل القرآن. (اتَّقُوا اللهَ) خافوا عقابه بأن تطيعوه. (وَإِنْ تَكْفُرُوا) وقلنا لهم ولكم : إن تكفروا بما وصيتم به (فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) خلقا وملكا وعبيدا فلا يضرّه كفركم. (وَكانَ اللهُ غَنِيًّا) عن خلقه وعن عبادتهم. (حَمِيداً) محمودا في صنعه بهم ، سواء حمده الناس أو لم يحمدوه. (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) كرر الجملة تأكيدا لتقرير موجب التقوى (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) قيّما حافظا شهيدا بأن ما فيهما له.
المناسبة :
لما أمر الله تعالى بالعدل والإحسان إلى اليتامى والضعفاء ، أوضح أنه ما أمر بهذه الأفعال لحاجته إلى أعمال العباد ؛ لأن كلّ ما في السموات والأرض ملكه ،