ودلت أيضا على أن الله تعالى يغفر الصغائر كاللمسة والنظرة باجتناب الكبائر ، لكن بضميمة أخرى إلى الاجتناب وهي إقامة الفرائض ، كما بينت في تفسير الآية. عن قتادة : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) : إنما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر ، وذكر لنا أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اجتنبوا الكبائر ، وسددوا ، وأبشروا».
ورأى الأصوليون : أنه لا يجب على القطع تكفير الصغائر باجتناب الكبائر ، وإنما محمل ذلك على غلبة الظن ، وقوة الرّجاء ، وكون المشيئة الإلهية ثابتة.
والكبيرة كما قال ابن عباس : كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب. وقال ابن مسعود : الكبائر : ما نهى الله عنه في هذه السورة إلى ثلاث وثلاثين آية ، وتصديقه قوله تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ).
وقال طاوس : قيل لابن عباس كما تقدم : الكبائر سبع؟ قال : هي إلى السبعين أقرب. وقال سعيد بن جبير : قال رجل لابن عباس : الكبائر سبع؟ قال : هي إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبع ؛ غير أنه لا كبيرة مع استغفار ، ولا صغيرة مع إصرار.
ومن أمثلة الكبائر : الشرك بالله ، والكفر بآيات الله ورسله ، والسحر ، وقتل الأولاد ، ومن ادعى لله ولدا أو صاحبة ، وقتل النفس بغير الحق ، والزنى ، واللواطة ، والقمار ، وشرب الخمر ، والسرقة ، وأخذ المال غصبا ، والقذف ، وأكل الربا ، والإفطار في رمضان بلا عذر ، واليمين الفاجرة ، وقطع الرحم ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ، والخيانة في الكيل والوزن ، وتقديم الصلاة على وقتها ، وتأخيرها عن وقتها بلا عذر ، وضرب المسلم بلا حق ، والكذب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمدا ، وسب أصحابه ،