واختلف العلماء إذا وجد الماء بعد دخوله في الصلاة ؛ فقال مالك والشافعي : ليس عليه قطع الصلاة واستعمال الماء ، وليتمّ صلاته ، وليتوضأ لما يستقبل ؛ لقوله تعالى : (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) وقد اتفق الجميع على جواز الدخول في الصلاة بالتيمم عند عدم الماء ، ومن شرع في صوم عن كفارة ظهار أو قتل ، ثم وجد رقبة لا يلغى صومه ولا يعود إلى الرقبة.
وقال أبو حنيفة وأحمد والمزني : يقطع ويتوضأ ويستأنف الصلاة لوجود الماء. وحجتهم أن التيمم لما بطل بوجود الماء قبل الصلاة ، فكذلك يبطل ما بقي منها ، وإذا بطل بعضها بطل كلها ؛ لإجماع العلماء على أن المعتدة بالشهور لا يبقى عليها إلا أقلها ثم تحيض أنها تستقبل عدتها بالحيض ، ومثل ذلك الذي يطرأ عليه الماء وهو في الصلاة.
واختلفوا : هل يصلّى بالتيمم صلوات أو يلزم التيمم لكل صلاة فرض ونفل؟ فقال مالك والشافعي : لكل فريضة ؛ لأن عليه أن يبتغي الماء لكل صلاة ، فمن ابتغى الماء فلم يجده فإنه يتيمم.
وقال أبو حنيفة وداود الظاهري : يصلي ما شاء بتيمم واحد ما لم يحدث ؛ لأنه طاهر ، ما لم يجد الماء ، وليس عليه طلب الماء إذا يئس منه.
وهل يجوز التيمم قبل دخول الوقت؟ الشافعي ومالك : لا يجوزانه ؛ لأنه لما قال الله تعالى : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا) ظهر منه تعلق أجزاء التيمم بالحاجة ، ولا حاجة قبل الوقت ، وعلى هذا فلا يصلّي الشخص فرضين بتيمم واحد. وأجاز أبو حنيفة التيمم قبل دخول الوقت ؛ لأن طلب الماء عنده ليس بشرط.
١١ ـ الصعيد الطيب : الصعيد : وجه الأرض ، كان عليه تراب أو لم يكن. والطيب : الطاهر وقيل : الحلال. وبناء عليه قال مالك وأبو حنيفة : يتيمم بوجه الأرض كله ، ترابا كان أو رملا أو حجارة أو معدنا أو سبخة.