الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (٦) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (٧))
الإعراب :
(فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) خبر مقدم ومبتدأ مؤخر ، ولا بد فيه من تقدير صفة لتمكن المعنى أي فعجب أي عجب أو فعجب غريب.
(أَإِذا) عامل «إذا» : فعل مقدر دلّ عليه معنى الكلام ، أي : أنبعث إذا كنا ترابا ؛ لأن في قوله : (لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) دليلا عليه ، ولا يجوز أن يعمل فيه : (كُنَّا) ؛ لأن «إذا» مضافة إليها ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف ، ولأنهم لم ينكروا كونهم ترابا ، وإنما أنكروا البعث بعد كونهم ترابا.
وقوله (أَإِذا كُنَّا) إلى آخر قولهم : إما بدل مرفوع من (قَوْلُهُمْ) وإما منصوب بالقول. والاستفهامان : (أَإِذا) و (أَإِنَّا) للتأكيد وشدة الحرص على البيان.
(عَلى ظُلْمِهِمْ) محله النّصب على الحال.
(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ أَنْتَ) : مبتدأ ، وخبره : (مُنْذِرٌ). و (هادٍ) : معطوف على (مُنْذِرٌ) ، فتكون اللام في (لِكُلِ) متعلقة بمنذر أو بهاد ، وقد فصل بين الواو والمعطوف بالجار والمجرور ، وتقديره : إنما أنت منذر وهاد لكل قوم. ويجوز أن يكون (هادٍ) مبتدأ ، و (لِكُلِّ قَوْمٍ) : الخبر ، واللام متعلقة باستقر.
البلاغة :
بين (بِالسَّيِّئَةِ) و (الْحَسَنَةِ) وبين (مُنْذِرٌ) و (هادٍ) طباق.
المفردات اللغوية :
(وَإِنْ تَعْجَبْ) يا محمد من تكذيب الكفار لك وعبادتهم ما لا يضر ولا ينفع من الأصنام والأوثان. (فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) أي فأعجب منه ، أو فعجب غريب أو فحقيق بالعجب تكذيبهم