كالمنافقين الذين إذا عاهد أحدهم غدر ، وإذا خاصم فجر ، وإذا حدث كذب ، وإذا ائتمن خان ، روى الشيخان والترمذي والنسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان» وفي رواية أربع ومنها : «وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر».
فعدم نقض الميثاق في رأي الأكثرين قريب من الوفاء بالعهد ، وهما مفهومان متلازمان ، وإن كانا متغايرين ، ونص على منع النقض تأكيدا عليه. أو أنه تعميم بعد تخصيص. قال قتادة : إن الله ذكر الوفاء بالعهد والميثاق في بضع وعشرين موضعا في القرآن ، عناية بأمره ، واهتماما بشأنه.
٣ ـ صلة الرحم ورعاية جميع الحقوق الواجبة لله وللعباد :
الذين يصلون كل ما أمر الله بصلته ونهى عن قطعه من حقوق الله ، ومنها مؤازرة النبيصلىاللهعليهوسلم ونصرته في الجهاد ، وحقوق العباد ، ومنها صلة الرحم. جاء في الصحيحين عن أنس رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أحبّ أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه» ومنها الإحسان إلى الفقراء والمحاويج وبذل المعروف. ونص على هذا الوصف مع دخوله في الوصفين السابقين للتأكيد ، ولئلا يظن ظان أن الوفاء بالعهد مقصور على ما بين الإنسان وبين الله تعالى.
٤ ـ الخوف من الله :
ويخشون ربهم فيما يأتون وما يذرون من الأعمال ، يراقبون الله في ذلك. والخشية : خوف مقرون بالتعظيم والعلم بمن يخشاه ، لذا خص الله العلماء بمزيد الخشية ، فقال : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) [فاطر ٣٥ / ٢٨].