الرغبة إلى النّساء ـ فكان من أجل نشر الدّعوة الإسلامية ، وما تقتضيه المصلحة في التّأليف بين القبائل العربية ، وضرب المثل في الأخلاق والعدل بين الزّوجات والرّأفة ببعض النّساء تعويضا عن زوجها الذي فقدته في الجهاد أو غيره.
ثمّ ردّ الله على طعنهم بعجزه عن تلبية ما اقترحوه من آيات فقال : (وَما كانَ لِرَسُولٍ ..).
أي وما صحّ لرسول ولم يكن في وسعه أن يأتي قومه بمعجزة أو خارق للعادة ، إلا إذا أذن له فيه ، ليس ذلك إليه ، بل إلى الله عزوجل ، يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، وقد جاءكم القرآن الكريم معجزة خالدة على ممر الزّمان ، فيه تحدّ وإفحام يثبت كونه من عند الله تعالى.
(لِكُلِّ أَجَلٍ ..) لكلّ حادث وقت معيّن وزمن محدد ، فالآيات تأتي في وقتها لحكمة وفي زمن يعلمه الله ، وكلّ شيء عنده بمقدار : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) [القمر ٥٤ / ٤٩] ، فقوله تعالى : (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) أي لكلّ مدّة كتاب مكتوب ، مثل قوله تعالى : (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) [الأنعام ٦ / ٦٧]. وقال الزّمخشري : لكل وقت حكم يكتب على العباد ، أي يفرض عليهم ما يقتضيه صلاحهم ، والشّرائع مصالح تختلف باختلاف الأحوال والأوقات. فشرائع الأنبياء السّابقين كموسى وعيسى عليهماالسلام ، ثمّ شريعة محمد صلىاللهعليهوسلم جاءت فيما يناسب عصورها ، وأعمار النّاس وآجالهم وأرزاقهم وحدوث أعمالهم لها أوقات محددة لا تتقدّم ولا تتأخّر كما قال تعالى : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف ٧ / ٣٤].
(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ..) أي ينسخ الله ما شاء وما يستصوب نسخه من الشّرائع ، ويثبت بدله ما أراد إثباته وما رأى المصلحة في إثباته ، وهو القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله صلوات الله وسلامه عليه ، أو يتركه غير منسوخ.
أو يمحو من ذلك الكتاب ما يشاء أن يوقعه بأهله ويأتي به.