مكان ، وهم ماكثون فيها أبدا ، لا يحولون عنها ولا يزولون منها ، وذلك بإذن ربهم ، أي بتوفيقه وفضله وأمره.
تحييهم الملائكة بالسلام بإذن ربهم ، ويحيون بعضهم بعضا بالسلام ، كما قال تعالى : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها ، وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها : سَلامٌ عَلَيْكُمْ) [الزمر ٣٩ / ٧٣] وقال سبحانه : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ : سَلامٌ عَلَيْكُمْ) [الرعد ١٣ / ٢٣ ـ ٢٤] وقال عزوجل : (وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) [الفرقان ٢٥ / ٧٥] ويحييهم ربهم بالسلام : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يس ٣٦ / ٥٨] وتحية بعضهم كما قال تعالى : (دَعْواهُمْ فِيها : سُبْحانَكَ اللهُمَّ ، وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ ، وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [يونس ١٠ / ١٠].
فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات ما يأتي :
١ ـ العتاب والنزاع والخصام قائم بين أهل النار ، فهذه محاورة بين القادة والأتباع تدل على عجز السادة عن تحقيق أي شيء لأتباعهم الذين اتبعوهم في الدنيا ، فهم لا يستطيعون تخليص أنفسهم من عذاب الله ، ولا تحقيق أي نفع لذواتهم ، فبالأولى لا يتمكنون من نفع غيرهم ، والكل لا يجدون مهربا ولا ملجأ من عذاب الله وعقابه على الكفر والعصيان ، وذلك سواء صبروا على العذاب أو جزعوا وضجروا.
٢ ـ إقرار السادة بالضلال ، فدعوا أتباعهم إلى الضلال ، ولو هدوا وأرشدوا لأرشدوا غيرهم ، وهذا كذب منهم ، كما قال تعالى حكاية عن المنافقين : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً ، فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) [المجادلة ٥٨ / ١٨].
٣ ـ أعقب الله المناظرة التي وقعت بين الرؤساء والأتباع من كفرة الإنس ، بالمناظرة التي وقعت بين الشيطان وأتباعه من الإنس ، وموضوع المناظرتين