إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (٣٧) رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (٣٨) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (٣٩) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (٤٠) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (٤١))
الإعراب :
(أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي) المفعول محذوف ، تقديره : أسكنت ناسا من ذريتي بواد.
(لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ) متعلق بأسكنت ، وفصل بينهما بقوله : (رَبَّنا) لأن الفصل بالندا كثير في كلامهم.
(وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) أي واجعل من ذريتي مقيمي الصلاة ، فحذف الفعل لدلالة ما قبله عليه.
البلاغة :
(تَبِعَنِي) و (عَصانِي نُخْفِي) و (نُعْلِنُ الْأَرْضِ) و (السَّماءِ) بين كلّ طباق.
(فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) تهوي : فيه استعارة ؛ لأن حقيقة الهويّ النزول من علو إلى انخفاض ، كالهبوط ، والمراد : تسرع إليهم شوقا وحبا من مكان بعيد ، بعكس «تحنّ» فهو قد يكون من المقيم بالمكان.
(اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ) عرّف البلد هنا ، ونكّر في سورة البقرة (اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً) لأنه في البقرة كان دعاؤه قبل بنائها ، فطلب أن تجعل بلدا وآمنا ، وهنا كان بعد بنائها ، فطلب أن تكون بلد أمن واستقرار.