المفردات اللغوية :
(هَذَا الْبَلَدَ) بلد مكة (آمِناً) ذا أمن لمن فيها (وَاجْنُبْنِي) أبعدني. (أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) عن أن نعبد. (رَبِّ إِنَّهُنَ) أي الأصنام (أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) بعبادتهم لها ، فلذلك سألت منك العصمة ، واستعذت بك من إضلالهن ، وإسناد الإضلال إليهن باعتبار السببية. (فَمَنْ تَبِعَنِي) على التوحيد (فَإِنَّهُ مِنِّي) من أهل ديني. (وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي ومن عصاني دون الشرك ، فإنك تقدر أن تغفر له وترحمه ابتداء ، أو بعد التوفيق للتوبة. وقوله : (فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) معناه حين يؤمنوا ؛ لأنه أراد أن الله يغفر لكل كافر بعد إيمانه ما كان منه سابقا ، لكنه عليهالسلام استعمل هذه العبارة التي ظاهرها أن كل ذنب فلله أن يغفره حتى الشرك ، بسبب ما كان يأخذ به نفسه من القول الجميل ، والنطق الحسن ، وجميل الأدب.
(مِنْ ذُرِّيَّتِي) أي بعضها ، وهو إسماعيل مع أمه هاجر. (بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) أي مكة ، فإنها حجرية لا تنبت. (عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) الذي حرمت التعرض له والتهاون به ، أو لم يزل معظما تهابه الجبابرة ، أو منع منه الطوفان ، فلم يستول عليه ، ولذلك سمي عتيقا ، أي أعتق منه. (أَفْئِدَةً) قلوبا. (مِنَ النَّاسِ) بعضهم. (تَهْوِي إِلَيْهِمْ) تسرع إليهم شوقا وحبا ، قال ابن عباس : لو قال : أفئدة الناس ، لحنّت إليه فارس والروم والناس كلهم. والمقصود من الدعاء لإقامة الصلاة : توفيقهم لها ، أو الدعاء لهم بإقامة الصلاة. (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) أي بالإنبات في الوادي مع سكناهم. (لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) تلك النعمة ، فأجاب الله تعالى دعوته ، فجعله حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء ، حتى توجد فيه الفواكه الربيعية والصيفية والخريفية والشتوية في يوم واحد.
(نُخْفِي) نسرّ. (مِنْ شَيْءٍ) من : زائدة أو للاستغراق ، وقول (وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ ..) يحتمل أن يكون من كلامه تعالى أو كلام إبراهيم. والمقصود من قوله : (رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ) أنك أعلم بأحوالنا ومصالحنا ، وأرحم منا بأنفسنا ، فلا حاجة لنا إلى الطلب ، لكنا ندعوك إظهارا لعبوديتك ، وافتقارا إلى رحمتك ، واستعجالا لنيل ما عندك. وتكرير النداء للمبالغة في التضرع واللجوء إلى الله تعالى ، والرغبة في الإجابة. وأتى بضمير جماعة المتكلمين لأنه تقدم ذكره وذكر بنيه.
(وَهَبَ لِي) أعطاني. (عَلَى الْكِبَرِ) مع الكبر ، ولد إسماعيل ولأبيه تسع وتسعون سنة ، وولد إسحاق ولأبيه مائة واثنتا عشرة سنة. (اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ) أي مواظبا عليها. (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) أي واجعل من ذريتي من يقيمها ، وأتى بمن لإعلام الله تعالى له أن منهم كفارا.
(وَلِوالِدَيَ) هذا قبل أن يتبين له عداوتهما لله عزوجل ، وقيل : أسلمت أمه. وقيل : أراد بهما آدم وحواء. (يَقُومُ الْحِسابُ) يثبت ويتحقق ويوجد.