خلقه وهو يتوفاه في أجل معين ، وهو الذي يحميه من الأمراض ، أو يرده إلى أرذل العمر حال الكبر يعني أردأه وأوضعه ، وهو الخرف ونقص القوة والعقل وسوء الحفظ وقلة العلم ، فيصبح كالصبي الذي لا عقل له ، ولا يعلم ما كان يعلم قبل من الأمور لفرط الكبر. ودلت الآية أيضا على تفاوت الناس في الأعمار. وهذا دليل على وجود إله عالم فاعل مختار ، وعلى صحة البعث والقيامة ؛ لأن الانتقال من العدم إلى الوجود كالعودة إلى الوجود مرة أخرى.
٢ ـ لله تعالى الحكمة البالغة في قسمة الأرزاق بين العباد ، فجعل منهم الغني والفقير والمتوسط ، ليتكامل الكون ، ويتعايش الناس ، ويخدم بعضهم بعضا ، ويحجب عن الإنسان انزلاقه في المعاصي ، كما قال تعالى : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ ، لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ، وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ ، إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى ٤٢ / ٢٧] فالآية دليل على أن التفاوت في الأرزاق كالتفاوت في الأعمار.
ورتّب الله على هذا التفاوت في الأرزاق نتيجة منطقية تمس الاعتقاد في مثل ضربه الله لعبدة الأصنام وهو : إذا لم يكن عبيدكم معكم سواء ، فكيف تجعلون عبيدي معي سواء؟ فلما لم يجيزوا لأنفسهم أن يشركهم عبيدهم في أموالهم ، لم يجز لهم أن يشاركوا الله تعالى في عبادة غيره من الأوثان وغيرها مما عبد ، كالملائكة والأنبياء ، وهم عبيده وخلقه.
والتفاوت ليس مختصا بالمال ، بل هو حاصل في الذكاء والبلادة والحسن والقبح والعقل والحمق والصحة والسقم والاسم الحسن والقبيح.
٣ ـ من نعم الله على عباده جعل الزوجات من جنس الأزواج وشكلهم ، وفي هذا ردّ على العرب التي كانت تعتقد أنها كانت تزوّج الجن وتباضعها.
ومن نعمه سبحانه إنجاب الذرية من بنين وبنات وحفدة (أولاد البنين). ومن نعمه رزق الطيبات من الثمار والحبوب والحيوان وغير ذلك.