وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩))
المفردات اللغوية :
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ) واذكر (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) جيل من الناس (شَهِيداً عَلَيْهِمْ) هو نبيهم يشهد لها وعليها بالإيمان والكفر يوم القيامة (ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) في الاعتذار ؛ إذ لا عذر لهم ، أي إنهم يستأذنون فلا يؤذن لهم (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله (الَّذِينَ ظَلَمُوا) كفروا (الْعَذابَ) النار (فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ) العذاب (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) يمهلون ويؤخرون إذا رأوه.
(شُرَكاءَهُمْ) من الشياطين وغيرها الذين شاركوهم في الكفر بالحث عليه ، أو أوثانهم التي دعوها (نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ) نعبدهم أو نطيعهم ، وهو اعتراف بأنهم كانوا مخطئين في ذلك ، أو التماس بأن يشطر عذابهم (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ) أي قالوا لهم (إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ) أي أجابوهم بالتكذيب في أنهم شركاء الله ، أو أنهم ما عبدوهم حقيقة ، وإنما عبدوا أهواءهم ، كقوله تعالى : (ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) [القصص ٢٨ / ٦٣] (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) [مريم ١٩ / ٨٢] ولا يمتنع إنطاق الله الأصنام به.
(وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ) أي استسلموا لحكمه ، بعد الاستكبار في الدنيا (وَضَلَّ عَنْهُمْ) غاب وضاع عنهم وبطل (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) من أن آلهتهم ينصرونهم ويشفعون لهم ، حين كذبوهم وتبرؤوا منهم.
(وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي ومنعوا الناس عن دين الله وهو الإسلام ، والحمل على الكفر (زِدْناهُمْ عَذاباً) لصدهم (فَوْقَ الْعَذابِ) المستحق بكفرهم (يُفْسِدُونَ) بصدهم الناس عن الإيمان.
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ) واذكر (شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) هو نبيهم ، فإن نبي كل أمة بعث منهم (وَجِئْنا بِكَ) يا محمد (شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) قومك أو أمتك (الْكِتابَ) القرآن (تِبْياناً) بيانا (لِكُلِّ شَيْءٍ) يحتاج إليه الناس من أمر الشريعة (وَهُدىً) من الضلالة (وَبُشْرى) بالجنة (لِلْمُسْلِمِينَ) خاصة ، وهم الموحدون الخاضعون لله.