عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٠٨) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٠٩) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠) يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١١١))
الإعراب :
(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ .. مَنْ) بدل مرفوع من (الْكاذِبُونَ) في قوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) أو مبتدأ أو شرطية ، والخبر أو الجواب : (فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ) وأحسن الوجوه أن (مَنْ) مبتدأ محذوف الخبر. (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) استثناء متصل ؛ لأن الكفر يعم القول والنية كالإيمان.
(مَنْ شَرَحَ) : من : مبتدا مرفوع ، وخبره : (فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ).
(صَدْراً) مفعول (شَرَحَ) أي ولكن من شرح بالكفر صدره ؛ وحذف الضمير لأنه لا يشكل بصدر غيره ، فهو نكرة يراد بها المعرفة.
(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ .. إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ ..) خبر (إِنَ) الأولى دل عليه خبر (إِنَ) الثانية.
المفردات اللغوية :
(إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) على الافتراء ، أو على النطق بكلمة الكفر فتلفظ به (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) لم تتغير عقيدته ، وثبت على ما كان عليه ، وفيه دليل على أن الإيمان هو التصديق بالقلب.
(وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) له ، أي فتحه ووسعه ، والمعنى : اعتقده وطابت له نفسه (فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ ..) هذا وعيد شديد ؛ إذ لا أعظم من جرمه ، والغضب : أشد من اللعن الذي هو الطرد من رحمة الله (ذلِكَ) الوعيد لهم (بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا) اختاروها أو آثروها وقدّموها.