لا يحتاج إلى الانتقال عنها لضيق أو خوف. (رِزْقُها) قوتها. (رَغَداً) واسعا. (مِنْ كُلِّ مَكانٍ) من نواحيها. (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ) أي بنعمه ، جمع نعمة ، كدرع وأدرع ، أو جمع نعم كبؤس وأبؤس ، وكفرانها بتكذيب النبي صلىاللهعليهوسلم. (فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ) فقحطوا سبع سنين. (وَالْخَوْفِ) بتهديدهم بسرايا النبي صلىاللهعليهوسلم. (بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) بصنعهم.
(وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ) محمد صلىاللهعليهوسلم. (فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ) الجوع والخوف. (وَهُمْ ظالِمُونَ) حال التباسهم بالظلم.
المناسبة :
بعد أن هدد الله تعالى الكفار بالوعيد الشديد في الآخرة ، هددهم أيضا بآفات الدنيا وهو الوقوع في الجوع والخوف.
التفسير والبيان :
ذكر الله صفة قرية للعبرة ، كانت بأهلها آمنة من العدو ، مطمئنة لا يزعجها خوف ، يأتيها رزقها الوافر رغدا أي هنيئا سهلا واسعا من سائر البلاد ، فكفر أهلها بنعم الله ، أي جحدوا بها ، فعمّهم الله بالجوع والخوف ، وبدلوا بأمنهم خوفا ، وبغناهم جوعا وفقرا ، وبسرورهم ألما وحزنا ، وذاقوا مرارة العيش بعد سعته ، بسبب أفعالهم المنكرة.
وجاءهم رسول من جنسهم ، فكذبوه فيما أخبرهم به من أنه رسول إليهم ، مبلّغ عن ربه بأن يعبدوه ويطيعوه ويشكروه على النعمة ، وتمادوا في كفرهم وعنادهم ، فعذبوا بعذاب الاستئصال الشامل ، حال كونهم ظالمين أنفسهم بالكفر وتكذيب الرسل ، متلبسين بالظلم : وهو الكفر والمعاصي ، وما ظلمهم الله أبدا.
والمثل : قد يضرب بشيء موصوف بصفة معينة ، سواء كان ذلك الشيء موجودا أو لم يكن موجودا ، وقد يضرب بشيء موجود معين ، فهذه القرية يحتمل أن تكون شيئا مفروضا ، ويحتمل أن تكون قرية معينة ، وهذه القرية إما مكة