١ ـ الصيحة الهائلة المنكرة.
٢ ـ أنه جعل عاليها سافلها.
٣ ـ أنه أمطر عليهم حجارة من سجيل.
ثم ذكر تعالى العبرة من تلك القصة ، فقال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) أي إن في ذلك العذاب الواقع بقوم لوط لدلالات للمتأملين المتفرّسين ، الذين يتعظون بالأحداث ، ويتفهمون ما يكون لأهل الكفر والفواحش من عقاب أليم.
وبالمناسبة : روى البخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير ، وابن أبي حاتم وأبو نعيم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» ثم قرأ النبي صلىاللهعليهوسلم : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ).
ثم وجّه تعالى أنظار أهل مكة وأمثالهم إلى الاعتبار بما حدث فقال : (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) أي وإن مدينة سدوم التي أصابها هذا العذاب لبطريق واضح ، لا تخفى على المسافرين المارّين بها ، فآثارها ما تزال باقية إلى اليوم ، في الطريق من الحجاز إلى الشام ، كما قال تعالى في آية أخرى : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ، وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [الصافات ٣٧ / ١٣٧ ـ ١٣٨]. فقوله : (لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) أي بطريق واضح.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) أي إن الذي صنعنا بقوم لوط من الهلاك والدمار ، وإنجاءنا لوطا وأهله لدلالة واضحة جلية للمؤمنين بالله ورسله ، أي إن المنتفعين حقا من مغزى القصة هم المؤمنون الذين يدركون أن العذاب انتقام من الله لأنبيائه. أما غير المؤمنين بالله ، فينسبون الدمار للطبيعة والشؤون الأرضية.