نائم مثلهم. ومن لطفه تعالى بهم أيضا تقليبهم ناحية اليمين وناحية الشمال لئلا تأكل الأرض لحومهم ، وكان التقليب من فعل الله ، ويجوز أن يكون من ملك بأمر الله ، فينسب إلى الله تعالى.
٨ ـ يجوز اتخاذ الكلاب للحاجة والصيد والحراسة ، ورد في صحيح مسلم عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من اقتنى كلبا إلا كلب صيد أو ماشية ، نقص من أجره كل يوم قيراطان».
وكلب الماشية المباح اتخاذه عند الإمام مالك : هو الذي يسرح معها ، لا الذي يحفظها في الدار من السرّاق. وكلب الزرع : هو الذي يحفظها من الوحوش بالليل أو بالنهار ، لا من السرّاق. وقد أجاز غير مالك اتخاذ الكلاب لسرّاق الماشية والزرع.
٩ ـ ينتفع الإنسان بصحبة الأخيار ومخالطة الصلحاء والأولياء ، بدليل جعل كلب أهل الكهف مثلهم ، إنه كلب أحب قوما ، فذكره الله معهم. روى مسلم في صحيحة عن أنس بن مالك قال : بينا أنا ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خارجان من المسجد ، فلقينا رجل عند سدّة المسجد فقال : يا رسول الله ، متى الساعة؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أعددت لها؟ قال : فكأن الرجل استكان ، ثم قال : يا رسول الله ، ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة ، ولكني أحب الله ورسوله ، قال : «فأنت مع من أحببت».
وأكثر المفسرين : على أنه كلب حقيقة ، وكان لصيد أحدهم أو لزرعه ، أو غنمه ، واسم «قطمير» كلب أنمر ، والصحيح أنه زبيري.
١٠ ـ ألقى الله عليهم الهيبة أو المهابة والوقار ، فلو شاهدهم إنسان أشرف على الهرب منهم ، وامتلأ قلبه خوفا ورعبا منهم. قال ابن عطية : والصحيح في أمرهم أن الله عزوجل حفظ لهم الحالة التي ناموا عليها ، لتكون لهم ولغيرهم فيهم