(شَيْباً) تمييز منصوب ، أو منصوب لأنه مصدر ، والأول أظهر.
(بِدُعائِكَ) مصدر مضاف إلى المفعول ، والفاعل محذوف ، أي ولم أكن بدعائي إياك.
(يَرِثُنِي) إما مجزوم على جواب الأمر ، وهو في الحقيقة جواب شرط مقدر ، أي هب لي إن تهب لي يرث ، وإما مرفوع على أنه صفة لقوله : (وَلِيًّا) أي فهب لي من لدنك وليا وارثا.
والوجهان هما في قوله : (رِدْءاً يُصَدِّقُنِي).
(عِتِيًّا) منصوب ببلغت ، وهو مصدر «عتا».
(قالَ : كَذلِكَ) الكاف : خبر مبتدأ محذوف ، أي قال الأمر كذلك (سَوِيًّا) حال من ضمير (تُكَلِّمَ).
(أَنْ سَبِّحُوا) إما مفسّرة بمعنى «أي» وإما مخففة من الثقيلة ، أي أنه سبّحوا.
البلاغة :
(وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) كناية عن ذهاب القوة وضعف الجسم.
(اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) استعارة تبعية ، شبه انتشار الشيب باشتعال النار في الحطب ، وأستعير الاشتعال للانتشار ، وهذا من أحسن الاستعارة وأبدعها في كلام العرب.
(نادى نِداءً) جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية :
(كهيعص) حروف مقطعة قصد بها التنبيه كحروف التنبيه التي تقع في أول الكلام مثل ألا ويا وغيرهما ، كما قصد بها التحدي للعرب في الإتيان بمثل القرآن المكون من حروف اللغة العربية التي يتكلمون ويخطبون ويكتبون بها.
(زَكَرِيَّا) من ولد سليمان بن داود عليهمالسلام ، وكان نجارا (نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) أي دعاه سرا في جوف الليل ؛ لأنه أسرع للإجابة ، واختلف في سنه حينئذ فقيل ٦٠ ، أو ٧٠ ، أو ٧٥ ، أو ٨٥ ، أو ٩٩ (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) أي ضعف جميعه بسبب الكبر (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) أي صار الشيب منتشرا في شعره ، كما تنتشر النار في الحطب (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ) أي وإني أريد أن أدعوك ، ولم أكن بدعائي إياك (شَقِيًّا) خائبا غير مستجاب الدعوة فيما مضى ، فلا تخيبني فيما يأتي.