أشرفت على المروة ، سمعت صوتا ، فقالت : صه ـ تريد نفسها ، ثم تسمّعت ، فسمعت أيضا ، فقالت : قد أسمعت إن كان عندك غوث ؛ فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه ـ أو قال : بجناحه ـ حتى ظهر الماء ، فجعلت تخوضه ، وتقول بيدها هكذا. وجعلت تغرف من الماء في سقائها ، وهو يفور بعد ما تغرف. قال ابن عباس : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يرحم الله أم إسماعيل ، لو تركت زمزم ـ أو قال : لو لم تغرف من الماء ـ لكانت زمزم عينا معينا».
وأرضعت ولدها ، فقال لها الملك : لا تخافوا الضيعة ، فإن هاهنا بيت الله ، يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله. إلخ الحديث.
بناء البيت :
كان إبراهيم عليهالسلام يزور ولده إسماعيل حينا بعد آخر ، ففي إحدى هذه الزيارات أمر الله تعالى إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت ، فصدعا بالأمر وبنيا الكعبة. ولما تمّ بناؤها أمره الله تعالى أن يعلم الناس بأنه بنى بيتا لعبادة الله تعالى وأن عليهم أن يحجوه ، وطلب إبراهيم وإسماعيل من الله تعالى أن يريهما المناسك التي ينسكانها. والآيات التي توضح ذلك : [البقرة ٢ / ١٢٥ ـ ١٢٩] ، [إبراهيم ١٤ / ٣٥ ـ ٣٧] ، [الحج ٢٢ / ٢٦ ـ ٣٧].
والكعبة : أول بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى [آل عمران ٣ / ٩٦ ـ ٩٧].
حياة إسماعيل وأولاده :
لإسماعيل اثنا عشر ولدا رؤساء قبائل ، وعاش مائة وسبعا وثلاثين سنة ، مات بمكة ، ودفن بالحجر بجواز البيت هو وأمه.
التفسير والبيان :
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ) واذكر أيها الرسول في القرآن خبر وصفات