الأسخريوطي) فألقوا القبض عليه وصلب وقتل ، وهو الذي واطأ الكهنة على الدلالة عليه بأجر.
وأنجى الله عيسى من اليهود ، فلم يقبضوا عليه ، ولم يقتل ولم يصلب ، لقوله تعالى : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) [النساء ٤ / ٥٧]. ثم توفاه الله ، ورفعه إليه إلى السماء حيا بجسده وروحه ، أو بروحه فقط على قولين ، والأول رأي جمهور المسلمين ، لقوله تعالى : (إِذْ قالَ اللهُ : يا عِيسى ، إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ) [آل عمران ٣ / ٥٥].
الثالوث عند النصارى :
يعتقد النصارى بوجود ثلاثة أقانيم في اللاهوت هي (الأب والابن وروح القدس) وفقا لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية ، والشرقية ، وعموم البروتستانت إلا القليل منهم ، مع أن لفظة الثالوث لا توجد في الكتاب المقدس ، وإنما تقرر ذلك في المجمع النيقاوي سنة (٣٢٥ م) ومجمع القسطنطينية سنة ٣٨١ م ، وحكما بأن (الابن والروح القدس) مساويان للأب في وحدة اللاهوت ، وأن (الابن) ولد منذ الأزل من الأب ، وأن (الروح القدس) منبثق من الأب. ومجمع طليطلة سنة ٥٨٩ م حكم بأن (الروح القدس) منبثق من الابن أيضا.
التفسير والبيان :
(ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) أي ذلك المتصف بالأوصاف السابقة الذي قصصناه عليك هو عيسى ابن مريم ، وهذا الكلام المذكور هو قول الحق والصدق الذي لا مرية فيه ولا شك ، وهو حقيقة عيسى ، لا ما يقوله اليهود : إنه ساحر ، ولا ما يقوله النصارى : إنه ابن الله أو هو الله كما يذكر في مقدمة الإنجيل الحالي : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ، خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ ، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ، فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) أي الشاكّين [آل عمران ٣ / ٥٩ ـ ٦٠]. وهؤلاء الضالون والمغضوب عليهم يشكون