مقالة المشركين في البعث والحشر استهزاء وطعنا
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠))
الإعراب :
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ) رأيت هنا بمعنى علمت ، يتعدى إلى مفعولين ، والذي مع صلته: في موضع المفعول الأول.
(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) في موضع المفعول الثاني.
(وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) أي نرث منه ما يقول ، فحذف حرف الجر ، فصار (نَرِثُهُ).
البلاغة :
(سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ) مجاز عقلي من إسناد الشيء إلى سببه ، أي نأمر الملائكة بالكتابة.
(عَهْداً مَدًّا فَرْداً ضِدًّا عَدًّا وَفْداً وَلَداً إِدًّا) سجع رصين.
المفردات اللغوية :
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا) أي أخبر عن العاص بن وائل ، والفاء جاءت لإفادة معناها وهو التعقيب ، كأنه قال : أخبر أيضا بقصة هذا الكافر ، وأذكر حديثه عقيب حديث أولئك الذي قال فيه لخباب بن الأرت : لأوتين .. حينما قال له : تبعث بعد الموت ، في أثناء مطالبته له بمال (لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) أي فإذا بعثت جئتني فأعطيك أو أقضيك مالا وولدا (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) أي أعلمه وأن يؤتى ما قاله ، واستغني بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل ، فحذفت. من قولهم : اطلع الجبل : إذا ارتقى إلى أعلاه ، والمعنى : أظهر له علم الغيب (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) بأن يؤتى