من الكفار والعصاة ، فهؤلاء يرون أن الغنى وحسن الحال وكثرة أهل المجلس أو النادي دليل على خيريتهم وأفضليتهم على المؤمنين. وغرضهم إدخال الشبهة على المستضعفين وإيهامهم أن من كثر ماله فهو المحق في دينه ، وكأنهم لم يروا في الكفار فقيرا ولا في المسلمين غنيا ، ولم يعلموا أن الله تعالى نحّى أولياءه عن الاغترار بالدنيا ، وفرط الميل إليها.
٢ ـ لقد أهلك الله تعالى كثيرا من الأمم والجماعات هم أكثر متاعا وأموالا ، وأحسن منظرا لحسن لباسهم وظهور آثار النعمة على وجوههم وأجسامهم.
٣ ـ من كان والغا في الضلالة ، متأصلا في الكفر ، يتركه الله في طغيان جهله وكفره ، حتى يطول اغتراره ، فيكون ذلك أشد لعقابه ، فليعش ما شاء ، وليوسع لنفسه في العمر ، فمصيره إلى الموت والعقاب ، وهذا غاية في التهديد والوعيد.
٤ ـ ستتكشف الحقائق والأحوال يوم القيامة ، فيظهر أن الكفار شر مكانا وأسوأ منزلا ، وأضعف جندا من المؤمنين ، وهذا رد لقولهم الذي حكاه القرآن : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا).
٥ ـ يثبّت الله المؤمنين على الهدى ، ويزيدهم توفيقا ونصرة ، وينزل من الآيات ما يكون سبب زيادة اليقين مجازاة لهم.
٦ ـ الباقيات الصالحات أي أعمال الخير والطاعة المالية والبدنية أفضل عند الله ثوابا وجزاء وأكثر منفعة لأهلها ، وخير مرجعا ، فكل أحد يرد إلى عمله الذي عمله.