ـ ٣ ـ
نبوة عيسى ونطقه وهو طفل في المهد
(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (٢٧) يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨) فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩) قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣))
الإعراب :
(تَحْمِلُهُ) جملة حالية.
(يا أُخْتَ) التاء هنا بدل عن واو ، وليست للتأنيث ؛ لأنها تكتب بالتاء لا بالهاء نحو قائمة وذاهبة ، مثل تاء : بنت.
(بَغِيًّا) على وزن فعول لا فعيل ؛ لأنه هنا بمعنى فاعل ، وأتى بغير تاء. وهو صفة للمؤنث. كقولهم : امرأة صبور وشكور. وقد يأتي فعول بغير هاء إذا كان بمعنى مفعول ، مثل (فَمِنْها رَكُوبُهُمْ) [يس ٣٦ / ٧٢].
(مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ) كان : إما بمعنى (حدث ووقع) فيكون (صَبِيًّا) حال من ضمير (كانَ) ، وإما بمعنى (صار) فيكون (صَبِيًّا) خبر (صار) وإما (كانَ) زائدة. و (صَبِيًّا) حال ، وعامله (فِي الْمَهْدِ). ولا يجوز جعل (كانَ) هنا ناقصة : لأنه لا اختصاص لعيسى بكونه في المهد ، فهذا وصف لكل صبي ، وإنما تعجبوا من كلام من صار في حال الصّبا في المهد.