ومن المجاز : قول ذي الرّمّة :
إذا الرّكبُ راحوا راحَ فيها تَقاذفٌ |
|
إذا شربتْ ماءَ المَطيّ الهواجِرُ |
و «أشرَبْتَني ما لم أشرَب» إذا ادّعى عليه ما لم يفعل. وأُشرب الثوبُ حمرةً ، وفيه شُربة وشَربة من الحُمرة. وأُشرِبَ حُبَّ كذا ، (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ). وقال زهير :
فصَحَوْتُ عنها بَعدَ حُبٍّ داخِلٍ |
|
والحبّ يُشرَبهُ فُؤادَكَ داءُ |
وشَرِبَ ما أُلقيَ عليه شُرباً إذا فهمه ، يقال : اسمع ثمّ اشرب. والثوب يتشرّبُ الصِّبغ : يتنشّفه. ويقول الرّجل لناقته : لأُشْرِبَنّكِ الحبالَ والنُّسوع. وأَشرِبوا إبلكم الأقران : أدخِلُوها فيها وشُدّوها بها ؛ قال :
فأشربتُها الأقرانَ حتى أنَختُها |
|
بقُرْحٍ وقد ألْقَينَ كُلَّ جَنينِ |
وقال أبو النّجم :
يرْتَجّ منها تحتَ كَفّ الذّائِقِ |
|
مَآكِمٌ أُشْرِبْنَ بالمَنَاطِقِ |
وشَرِبَ السُّنبلُ الدقيقَ إذا جرى فيه ، ويقال للسّنبل حينئذ : شاربُ قمحٍ بالإضافة. وأكَّل فلان مالي وشرَّبه. و «أكل عليه الدّهرُ وشرِب» ؛ قال الجعديّ :
سألتني عَن أُنَاسٍ هَلَكُوا |
|
شرِبَ الدّهْرُ علَيهِمْ وأكَلْ |
وسمعتُ من يقول : رفع يدهُ فأشرَبَها الهواءَ ثمّ قال بها على قذالي ؛ وقال الراعي :
إذا شرِبَ الظِّمْءُ الأداوَى ونَضّبَتْ |
|
ثَمَائِلُها حتى بَلَغْنَ العزَالِيَا |
ذهبت بقايا مائها. وللسيف شاربان وهما الأنفان في أسفل قائمه. واشرأبّ له إذا رفع رأسه كالمقامح عند الشُّرب. ويقال للمنكر الصّوت : صَخِبُ الشوارب ، يشبّه بالحمار ، وهي عروق الحلقوم ؛ قال أبو ذؤيب :
صَخِبُ الشّوَارِبِ لا يَزَالُ كأنّهُ |
|
عَبْدٌ لآلِ أبي رَبيعَةَ مُسْبَعُ |
شرج ـ عقدَ شرَجَ العَيْبة : عُرَاها ، وأشرجها. وخباء مُشرَّج. وهذا شَرْجه وشَرِيجه : لِدَته. قال يوسف بن عمر : أنا شريج الحجّاج. وإذا شُقّ العودُ بنصفين فأحدهما شَرِيجُ الآخر. وأصبحوا في هذا الأمر شَرْجَين : فرقتين. وشرّج الشيءَ : مزجه وجعله شريجَين : لوْنين ؛ قال أبو ذؤيب :
قَصرَ الصَّبوحَ لها فشَرّجَ لحمَها |
|
بالنَّيّ فهْيَ تَتُوخُ فيها الإصْبَعُ |
وشرّجَ اللّبِنَ : نضّده. ورجل أشرج : له خصية واحدة.
ومن المجاز : المؤمن بين شَريجَيْ غمّ وسرور. وأشرَجَ صدرَه على كذا.
شرح ـ شرح الله تعالى صدره للإسلام ، وانشرح صدره. وشَرَحَ اللّحمَ وشرّحه ، وأخذ شريحة من اللّحم وشرائح.
ومن المجاز : شَرَحَ أمره : أظهره. وشرح المسألة : بيّنَ جوابَها. وشَرَحَ المرأةَ : أتاها مستلقية ، ومنه : غطّت مَشرَحَها أي فرجَها ؛ قال دريد بن الصّمّة :
فإنّكَ واعتذارَكَ مِنْ سُوَيْدٍ |
|
كحائِضَةٍ ومَشرَحُها يَسِيلُ |
يعني أنّك تتبرّأ من دمه وأنت متدنّس به. وفلان يشرح إلى الدنيا. وما لي أراك تَشرح إلى كلّ دنيّة وهو إظهار الرّغبة إليها.
شرخ ـ هو في شَرْخ الشباب : في رَيْعانه. وهو شَرْخي : لِدَتي. وصبيّ شارخ : حدَثٌ ؛ قال الأعشى :
وما إنْ أرَى الدّهرَ في صَرْفِهِ |
|
يُغادِرُ مَن شارخ أوْ يَفَنْ |
ولا يزال فلان بين شَرْخَيْ رحله إذا كان مِسفاراً. ووضع الوتر بين شرخَي الفُوق وهما زنمتاه. وشَرخَ نابُ البعير : شَقّ. وخرجوا وفي أيديهم الشُّروخ ، جمع شرخ وهو بالفارسيّة : ناجخ.
شرد ـ بعير شارد وشَرود ، وإبلٌ شُرُدٌ وشُرَّد ، وبه شِراد ، وشرّدته ، وشرَدَ عني فلان : نفر ، وهو طريد شريد ، ومُطرَّد مُشرَّد ، وقد شرّدتُه عني وشرّدتُ به. وتقول :