فقامَ لا وانٍ وَلا رَثّ القُوَى
وجئتك مع الغزالة أي مع طلوع الشّمس. وفلانٌ غَزِلٌ ومتغزِّل وغِزِّيل ، وهو غَزِيلُها ، فعيل بمعنى مُفاعل كحديث وكليم. وتقول : إن صاحب الغَزَل أضلّ من ساق مِغزل ؛ وضلاله : أنّه يكسو النّاس وهو عار ؛ قال إياس بن سهم الهذلي :
نَسبْنا بلَيلى فانبعَثتَ تَعيبُها |
|
أضلَّ من الحجّام أو ساقِ مِغزل |
يريد حجّام ساباطَ. وتقول : مغازلة الغزلان أهون من منازلة الأقران.
ومن المجاز : أطيب من أنفاس الصَّبا إذا غازلتْ رياضَ الرُّبَى. وفلان يغازل رغَداً من العيش.
غزو ـ مرَّ غزِيُ بني فلان وعِديُّهم وهم الذين يعْدون على أرجلهم ، ولم تزل بنو فلان حجيجاً غَزِيّاً أي حُجّاجاً غُزاة. وتقول : رأيتُ غُزّاً غُزَّى. وقد أغزى الأميرُ الجيش. وأغزت فلانة وأغابت : غَزَا زوجُها وغاب ، وامرأة مُغزيَةٌ ومُغيبةٌ. وتقول : هو بالمخازي أشهر منه بالمغازي.
ومن المجاز : غزوتُ بقولي كذا أي قصدته ، وما أغزو إلّا السّداد فيما أقول ، وما غزوي إلّا النّصيحة أي قصدي وإرادتي.
غسس ـ فلان غُسٌ وقوم أغساس وهو اللّئيم الضّعيف ؛ قال :
فلم أرقِهِ إن ينجُ منها وإن يمت |
|
فطعنةُ لا غُسٍ ولا بمُغمَّرِ |
وتقول : ما يكرع في العُس إلّا ولد الغُس ، وفلان خسيس من الخِساس غُسٌ من الأغساس.
غسق ـ يقولون : من الغسَق إلى الفلَق. وهو دخول أوّل اللّيل حين يختلط الظّلام ، وقد غسَق اللّيل يغسِق غَسْقاً وغُسوقاً. وبنو تميم على أغسَقَ ؛ قال ابن قيس :
إنّ هذا اللّيلَ قد غَسَقا |
|
واشتكَيتُ الهَمَّ والأرَقا |
وقال جسّاس :
أزورُ إذا ما أغسقَ اللّيل خُلَّتي |
|
حِذارَ العِدى أوْ أن يُرجِّم قائلُ |
ونحوهما : دَجَا اللّيلُ وأدجى. وغسَق القمرُ : أظلم بالخسوف ، وأغسقنا : دخلنا في الغسَق. وكان الربيع بن خَيثَمَ يقول لمؤذّنه يوم الغيم : أغسِقْ أغسِقْ أي ادخل في الغسَق ثمّ أذِّن أو أغسِقْ بالأذان ، كقوله : أبرِدوا بالظُّهر. وتقول : أعوذ بالله من الغاسق إذا وقب ومن الفاسق إذا وثب.
ومن المجاز : غسَقتِ العينُ ، وعين غاسقة إذا أظلمت ودمَعَتْ ، ومنه : الغَسّاق وهو ما يسيل من جلودهم أسودَ. وتقول : ألا إن بصددِ الفُسَّاق تجرُّعَ الصَّديدِ والغَسَّاق.
غسل ـ ما أطيبَ غِسْلَها وغِسلتها وهو ما تَغسِل به رأسها من آس مُطرًّى بأفاويه الطِّيب أو خِطْميٍّ أو غير ذلك ، وما وجدتُ غَسولاً أي ماءً أغتسل به ، وبنوا هذه المدينة بغُسالاتِ أيديهم أي بمكاسبهم ، وخرج النّساء إلى مغاسلهن : حيث يغسلن الثياب ، وتستّرْ في مُغتسلك ومتغسَّلك.
ومن المجاز : تلطَّخ بعارٍ لن يُغسلَ عنه أبداً ، ولا يَغسِل عنك ما صنعت إلّا أن تفعل كذا. وما غسلوا رؤوسهم من يوم الجَمَلِ : ما فرغوا منه وما تخلّصوا. وكلام فلان مغسول ليس بمعسول ؛ كما تقول : عُريان وساذَج : للذي لا يُنكّتُ فيه قائله كأنّما غُسل من النُّكَتِ والفِقَر غَسْلاً أو من حقّه أن يُغسلَ ويُطمسَ. ومنه قولهم : على وجه فلان غِسْلَةٌ إذا كان حسَناً ولا مِلحَ عليه ، ويقال في ضدّه : على وجهه حِفْلةٌ. وغسله بالسّوط : ضربه ضرباً موجعاً ، كقولك : صبّ عليه سوط عذاب. ورجلٌ غَسِلٌ : ضَروبٌ لامرأته ؛ قال الهذليّ :
وقْع الوبيل نَحاه الأهوجُ الغَسِلُ
ومنه : غَسَل الفحلُ طَروقتَه : ألحّ عليها بالضراب ، وهو فحلٌ غُسَلَةٌ.
غشش ـ ما نصحتُ أحداً إلّا استغشّني واغتَشّني ؛ قال :
ألا ربّ مَن تغتشُّهُ لكَ ناصح |
|
ومؤتمَن بالغيبِ غير أمينِ |
وقال أبو النّجم :