ومن المجاز : فلان يغُوص على حقائق العِلم ، وما أحسن غَوْصَه عليها. وما غاص غَوْصة إلّا أخرج دُرّة. وخير ما يُغَاص عليه فوائدُ العِلم. وتقول : هو من صاغة الفِقَر ، وغاصَة الدّرر. وقال عمر لابن عبّاس رضياللهعنهما : غُصْ يا غوّاص.
غوط ـ تقول : إذا نَمنَم في قرطاسه المَشْق فكأنّا في غُوطَة دِمَشق.
ومن المجاز : فلان يضرب الغائط.
غوغ ـ غُمَار الغَوْغَاء غُبار البَوْغاء.
غول ـ غالتْه الغُولُ ، وتَغَوّلتهم الغِيلان : أضلتهم عن المحجّة ، وتقول : ما شبّهتُهم إلّا بالغيلان خرجتْ من بعض الغِيران. وفلان يَغتال من يَمرّ به ، وقتلَه غِيلَةً ، وأخاف غائلتَه أي عاقبة شرّه. وتقول : طلبه بطوائل وأرصد له غوائِل. ومَفازة ذاتُ غَوْلٍ وهو البعد. وهوّن اللهُ عليك غَوْل هذا الطريق. وكنتُ أُغاوِلُ حاجةً لي أي أُبادِر ؛ قال جرير :
عايَنتُ مُشعِلَةَ الرِّعالِ كأنّها |
|
طيرٌ تُغاوِلُ في شَمامَ وكُورَا |
ومن المجاز : ناقة غُول النَّجاء ؛ قال الأخطل :
غُولُ النَّجاء كأنّها مُتوَجِّسٌ |
|
باللِّبْنَتَينِ مُوَلَّعٌ مَوْشومُ |
وتغوّلَتِ المرأةُ : تشبَّهت بالغُول في تلوُّنها. وتغوّلت المَفَازَةُ ؛ قال ذو الرّمّة :
إذا ذاتُ أهوالٍ ثَكولٍ تَغَوّلتْ |
|
بها الرُّبْدُ فوْضَى والنَّعام السَّوارحُ |
وتغَوَّل الأمرُ : تنكَّر. وفرس ذاتُ مِغْول : سَبّاق الغايات كأن له مِغْولاً يغتال به الخيل فتَقْصُر عن شَوطها ؛ قال :
لقد باعَني أبناء مُنْقِذَ مُهْرَةً |
|
سَبُوحِ الجِراءِ ذاتَ سوطٍ ومِغْول |
وهذا صقْر لا يغتاله الشِّبَع أي لا يذهب بقُوَّته وشِدّة طَيرانه ، وقيل معناه نفيُ الشّبع ؛ قال زهير يصف صقراً :
من مَرْقَبٍ في ذُرى خَلقاء راسِيَةٍ |
|
حُجْنُ المخالب لا يغتاله الشِّبَعُ |
غوي ـ اسْتَغْواهم بالأماني الكاذبة ، وهو من الغواة ومن أهل الغَوَاية. وتقول : هو في غَيَاية الضَّلال ، وغَواية الضُّلّال. وتغاوَوا عليه فقتلوه : تألّبوا عليه تألّب الغُواة ؛ قال :
تَغَاوَتْ علَيهِ ذِئابُ الحجاز |
|
بنو بُهْثَةٍ وبَنو جَعْفَرِ |
ولأُلقِيَنَّك في أُغْوِيَّةٍ. وتقول : من استَمَع إلى أُغْنيَّة فقد وقع في أُغْويّه.
ومن المجاز : رأسٌ غاوٍ : كثير التلفُّت ؛ قال مرار بن مُنْقِذ :
عُنُقاً يُقلّبُها ورأساً غاوياً |
|
صَعْلاً وقد يَسمو على الصَّعْلِ |
أي يزيد عليه في الصِّغر ، كقوله تعالى : (بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) ؛ وقال زهير :
ألم ترَيا النّعمانَ كان بنَجْوَةٍ |
|
من الشّرّ لو أنّ امرَأً كانَ ناجِيَا |
فغيَّر عنهُ مُلْكَ عشرينَ حِجَّةً |
|
وعشرين يومٌ واحدٌ كان غَاوِيَا |
وحفرَ لأخيه مُغَوّاةً إذا ورّطَه.
غهب ـ أحسن من بياض الكوكب في سواد الغَيهب ؛ وهو الظُّلمة الشديدة.
غيب ـ أنا معكم لا أُغايِبكم ؛ وأراهم يتشاهدون مرّةً ويتغايبون أخرى. وأوحَشَتْني غَيْبة فلان ، وقد أطلتَ غيبتَك ، وفلان حسن المَحْضَر والمَغيب. ولقيتُه عند غَيْبُوبة الشمس. وتكلّم بذلك عن ظَهْر الغَيب. وسمعتُ صوتاً من وراء الغَيب أي من موضع لا أراه. وشربت الدابةُ حتى وارتْ غُيوبَ كُلاها وهي هُزومها ، جمعُ غَيْبٍ وهي الخَمْصة التي في موضع الكُلية (وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ). وهي قعرُه ، وكلّ ما غيَّب شيئاً فهو غَيابة. ووقعوا في غَيابة من الأرض أي في هبطة. وكأنّه ليث غابة ، وهو من ليوث الغاب.
ومن المجاز : أتونا في غابة أي في رماح كثيرة كالشجراء