إليهم. وأقنع البعيرُ رأسه إلى الحوض ليشرب. وأقْنَعْتُ الإناء في النَّهر : استقبلت به جِرية الماء. والرجل يُقْنِع يديه في القُنُوت إذا استرحم ربّه. وفم مُقْنَع الأضراس : مُمَالُها إلى داخل ؛ أنشد الأصمعيّ :
وهجمةٍ حُمْرٍ طِوال الأعْناق |
|
تبادر العِضَاه قبل الإشراق |
بمُقْنَعاتٍ كقِعابِ الأوراق |
وأقنعَ الصبيَّ : وضع إحدى يديه على فأس قَفَاه والأخرى تحت ذقنه فقبّله ، وقيل : الإقناع من الأضداد يكون رفعاً وخفضاً ، (مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) : رافعيها. وفلان لنا مَقْنَعٌ : رضاً يُقْنَع بقوله وقضائه. وشاهدٌ مَقْنَعٌ ، وشهودٌ مَقانِعُ ؛ قال :
وعاقدتُ ليلى في الخلاء فلم يكُنْ |
|
شهودي على لَيلى شهُودٌ مَقانِعُ |
وجوابٌ مُقْنِعٌ ، وسألت فلاناً عن كذا فلم يأتِ بمُقنِع. وسأل أعرابيّ قوماً فلم يعطوه فقال : الحمد لله الذي أقنعني إليكم أي أحوجني إلى أن أقنعَ إليكم. وشرّ المجالس مجلس قُلْعه ومجلس قُنْعه ؛ وهي المسألة. وأغدفتِ المرأةُ قِناعَها ، وقنَّعتْ رأسها وتقنّعتْ ؛ قال :
إن تُغدِ في دوني القناعَ وتُعرِضي |
|
فلَرُبّ غانيَةٍ كشفتُ كِلالَها |
ومن المجاز : أقنعَ صوتَه : رفَعه ؛ قال الراعي :
زجِلُ الحُداء كأنّ في حيزومه |
|
قَصَباً ومُقنِعةَ الحنين عَجولا |
وثكلى رافعةً حنينها. وقنَّعتُ رأسَه بالعصا وبالسوط. وكشف قناعَه وألقى جلبابه. وقنَّعتُه خِزيةً وعاراً ، وتقنَّع من الخزية ؛ قال :
وإنّي بحمدِ اللهِ لا ثوبَ عاجز |
|
لبستُ ولا من خزيةٍ أتَقَنّعُ |
وتقنّعوا في الحديد ، وهو مقنَّع بالسّلاح : مكفَّرٌ به ، وأخذ قِناعه : سلاحه.
قنم ـ قَنِم الشيءُ : خبثت ريحه. ووطْبٌ قَنِمٌ ولحم قَنِمٌ وجوزة قَنِمَةٌ ؛ وقال :
وقد قنِمتْ من صرِّها واحتلابها |
|
أناملُ كفّيها ولَلْوطبُ أقنمُ |
ووجدتُ له قَنَمَةً.
قنن ـ الأَنوق تبيض في قُنّة الجبل وفي قُنَنِ الجبال. وعبدٌ قِنٌ : مُلِكَ هو وأبواه ، وقيل : هو من القِنْيَةِ وهو عكس التَّقَضِّي ، وأمَةٌ قِنٌ وكذلك الجميع ، وقيل : عبيدٌ أقِنَّةٌ ؛ قال جرير :
إنّ سَلِيطاً في الخسار إنَّهْ |
|
أولادُ قومٍ خُلقوا أقِنَّهْ |
واقتَنّ فلان : اتخذ قِنّاً. وشمِّر قُنانَ ثوبك : كمّه. وعن ابن دُرَيد : رُدْنُه نجديّةٌ. وعندي قِنّينة : وعاء يُتّخذ من خيزران أو قضبان قد فصل داخله بحواجز بين مواضع الآنية على صنعة القَشْوة. ورجل قُناقِنٌ : يعرف مقدار الماء في باطن الأرض فيحفر عنه ؛ قال الطرمّاح :
يخافِتن بعضَ المَضغ من خشية الرّدَى |
|
وينصتنَ إنصَاتَ الرّجالِ القَناقن |
وصف بقراً راعياً.
ومن المجاز : إنّه لقِنُ مال : قائم به مصلح له كأنّه عبد مال. وإنّه لقُناقن إذا كان لا يخفى عليه شيء.
قنو ـ قنا المالَ يقنوه قُنياناً وقِنياناً وقُنواناً ، واقتناه : اتخذه لنفسه لا للبيع ، وهذا مالُ قُنْيةٍ وقِنيةٍ وقِنوةٍ وقُنيانٍ وقِنيان وقُنوان؛ أنشد النّضْر :
إن تَدنُ منّي للوصالِ دَنْوَهْ |
|
أدنُ إليكَ للوَفاء رَتْوَهْ |
وأجعلُ الودَّ كمالِ قِنْوَهْ |
وقالت الخنساء :
لو كانَ للدّهرِ مالٌ كان مُتلدَهُ |
|
لكانَ للدّهرِ صَخرٌ مالَ قُنْيانِ |
وهذه قُنيته وقِنيته وقِناهُ. وأغناه الله وأقناه : أولاه الغنَى