فأقادني منه.
ومن المجاز : إن فلاناً سَلِسُ القِياد : يتابعك على هواك ، وأعطيتُه مَقادتي : انقدتُ له ، وطريق مُنقاد : مستقيم ، وانقاد الطريقُ إلى البلد ؛ قال ذو الرّمّة يصف ماء :
تنَزَّلَ عن زِيزاءَةِ القُفِّ وارتَقَى |
|
عن الرّمل وانقادتْ إليه الموارِدُ |
واقتادَ النّبتُ الثَّورَ : وجد ريحه فهجم عليه. وللسّحاب قائدٌ وهو السّحاب يتقدّمه ؛ قال ابن مقبل :
لها قائدٌ دُهمُ الرَّبابِ وخلفهُ |
|
رَوايا يبجّسنَ الغمامَ الكَنَهوَرَا |
وأقادَ السّحابُ : صار له قائد ، وسحابٌ مُقِيدٌ ، وقادته الريحُ فاستقاد لها ؛ قال الأخطل :
باتَت يمانية الرّياح تقوده |
|
حتى استقادَ لها بغيرِ حبالِ |
وأصبحتُ يُقادُ بي البعير أي شختُ وهرِمتُ. وتقاود المكانُ : استوى ؛ قال :
ألا ليت شِعري هل أرَى مَن مكانُه |
|
ذرَى عَقَدات الأبرق المتَقَاوِدِ |
وقلّة قوداء : طويلة.
قور ـ هذه قُوارة القميص والبطيخ وغيرهما ويقع على الخِرَق والقطعة. وحكى الجاحظ في كلام بعض الشطّار : لا يكون الفتى مُقوِّراً وهو الذي يقوّر الجُرادِقَ فيأكل أوساطها ويدع حروفها. ودار قوراء ، وقَوِرتْ دارُه قَوَراً ، واقوَرَّ الجلدُ : تَشانَّ هزالاً. وناقة مُقْوَرَّةٌ : مهزولة ؛ قال رؤبة :
بعد اقورار الجلدِ والتشنّنِ
«ولقيت منه الأقورِين» : الدواهي ؛ وقال نهار بن تَوْسِعة :
وكُنّا قبلَ مُلكِ بني سُلَيمٍ |
|
نسومهم الدّواهي الأقورينا |
أي المتناهيات في الشدّة ، من قولهم : بلغت من الأمر أطوريْه وأقوريْه : نهايته. وزها السراب القارَةَ والقُورَ وهي أصاغر الجبال.
ومن المجاز : تقوّر اللّيل وتهوّر : أدبر ؛ قال ذو الرّمّة :
وخوضهنّ اللّيلَ حينَ يسكَرُ |
|
حتى ترَى أعجازَهُ تَقَوَّرُ |
وقال جِرانُ العَودِ :
لقد طرقتْ دِهقانةُ الركبِ بعدَما |
|
تقوَّرَ نصفُ اللّيلِ وانصَدعَ الفجرُ |
ورُويَ تقوّر بمعنى تقوّض.
قوز ـ بات وراء القَوْزِ ، وهو الرّملة المستديرة ، والجمع : أقواز وقِيزان ؛ قال :
وأُشرِفُ بالقَوْزِ اليَفاعِ لعلّني |
|
أرَى نارَ ليلى أو يراني بصِيرُها |
قوس ـ معه قَوس وأقواس وقِياسٌ وقُسِيٌ وقِسِيٌ.
ومن المجاز : رموْنا عن قوْسٍ واحدة ، وفلان لا يمدّ قوسَه أحد أي لا يعارَض. وعُرضَ فلان على المِقوَس وهو حبل يُصفُّ عليه الخيلُ في المكان الذي تُجرى منه ، يقال للمجرّب ؛ قال أبو العيال الهذليّ :
إنّ البلاء لدَى المقاوس مُخرِجٌ |
|
ما كانَ من غيبٍ ورجمِ ظنونِ |
وفي مثل : «صار خيرُ قُوَيسٍ سهماً» إذا عزّ بعد المهانة. وقَوَّسَ الشيخُ وتقوَّس ، وشيخ أقوسُ ؛ قال امرؤ القيس :
أراهنّ لا يُحببنَ مَن قلَّ ماله |
|
ولا من رأين الشيبَ فيه وقوَّسَا |
واستقوس الهلالُ ، وحاجب مستقوِسٌ. ونؤيٌ مستقوِس ؛ قال ذو الرّمّة :
ومُستقوِسٍ قد ثلَّمَ السّيلُ جَدْرَه |
|
شبيهٍ بأعضادِ الخبيطِ المهَدّمِ |
وانتفجت أقواسُ البعير : مقدّمات أضلاعه. وما في الجُلَّة إلّا قَوْس وهو ما بقي من التمر في جوانبها شِبهَ القوسِ. وتقوَّسه الشيب : وخَطَه ؛ قال ابن مقبل :
لقد تقوَّسَ لَحيَيه ولِمَّتَهُ |
|
شيبٌ وذلك ممّا يُحدِثُ الزّمنُ |