من الخفاء اثنين وهما الشيخان ، ويُبطِل غيرَهما ، وفلان يَثْلِثُ ولا يَرْبَع أي يعدّ منهم ثلاثة ويبطل الرابع. وهذا شيخ لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أي لا يقدِر في المرّة الثانية ولا الثالثة أن يَنْهَض. وهو يسقي نخلَهُ الثِّلْثَ ، بالكسر ، أي مرّة في ثلاثة أيّام. وهؤلاء بِكْرُها ، وثِنْيُها ، وثِلْثُها أي ولدها الأوّل والثاني والثالث وكذلك إلى العشرة. وثوبٌ ثُلاثيّ : طوله ثلاث أذرُعٍ. وناقَةٌ ثَلُوثٌ : تملأ ثلاثةَ آنيَةٍ في حَلبَة ، وهي التي يَبِسَ ثلاثةٌ من أخْلافِها. ويقال خَلّفَ بناقته : صَرّ خِلْفاً واحداً من أخلافِها ، وشَطّرَ بها : صَرّ خِلْفَين ، وثَلّثَ بها : صَرّ ثلاثةً ، وأجمعَ بها : صرّ جميعَها.
ومن المجاز : التقَتْ عُرَى ذي ثَلاثِها إذا ضَمُرَتْ ، قال الممزَّق :
وقد ضَمُرَتْ حتى التَقَى من نُسُوعِها |
|
عُرَى ذي ثَلاثٍ لم تكن قبلُ تَلتَقي |
يريد عُرَى وَضِينِها ، وذلك أن له ثلاثَ عُرًى في طرفيه ووسطِه ، وانطَوى ذو ثلاثِها إذا لحقَ بطنُها ، والثلاث : الخِرْصِيانُ ، والجِلْدُ ، والكَرِشُ ؛ قال الطِّرِمّاح :
طواها السُّرَى حتى انطوَى ذو ثَلاثِها |
|
إلى أبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السَّنَاسِنِ |
وروي : حتى ارتقى ذو ثلاثِها أي ولدها ، والثلاث السَّلى ، والسّابِياء ، والرّحِم ، أي صَعِد إلى الظهر. وعليه ذو ثلاثٍ أي كِساء عُمِلَ من صُوفِ ثلاثٍ من الغَنَم ؛ قال :
وَابُرْدَتَا لَهْفي علَيها ونَدَمْ |
|
من خيرِ ما يُعمَل من صُوفِ الغنمْ |
ذاتَ ثَلاثٍ لَوْنُها لونُ الحُمَمْ |
|
صُوفِ اللِّفاعِ والبُهَيمِ والفَحَمْ |
وهي أعلام لشَاء.
ثلج ـ وقعت الثلوج في بلادهم ، وثَلَجَتْنا السماءُ تثلُج وتثلِج ، وثُلِجْنا العام ثَلجاً كثيراً ، وأَثْلَج عامُنا ، وأثلج الناس بمكان كذا ، وثُلِجَت الأرض فهي مثلوجة.
ومن المجاز : ثُلِجَ فؤاده ، وهو مثلوج الفؤادِ ؛ قال كعب بن لؤي :
لئن كنتَ مَثلوجَ الفؤادِ لقد بَدَا |
|
لجَمْعِ لؤَيٍّ منكَ ذِلّةُ ذي غَمْضِ |
وهو الأحمقُ البليد ، وهو كما يقال : مَاهُ القلبِ [الأصل مَوِهُ القلب] ؛ قال :
إنّكَ يا جَهْضَمُ مَاهُ القلبِ
لأن الذكيّ يوصَف بالاشتعال والتوقّد ، ولفظ الذكاء شاهد لذلك. وثَلَجْتُ فؤاده بالخير فثَلِجَ. وثَلِجَتْ نَفسُه بكذا : برَدَتْ وسُرّتْ ، تَثْلَج ثَلَجاً ، وثَلَجَتْ تثلُج وتثلِج ثُلُوجاً ، وأثلجَتْ تُثْلِج. والحمد لله على بَلَج الحق وثَلَج اليَقين. وأثلَجتَ صدري بخبرك ؛ قال :
فقَرّتْ بهمْ عَيني وأفنَيْتُ جمعَهم |
|
وأثلَجْتُ لما أن قتلتُهمُ صدرِي |
وحفر حتى أثْلَج إذا باشر بَرْدَ الثّرَى وقرُب من الماء. وأثْلَجَتِ الرَّكِيّةُ : بلغَ حفرُها النّدى ، وأنْبَطَتْ إذا بلغ حفرُها الماءَ. وأثْلَجَتْ عنه الحُمّى وثَلَجَتْ : أقلعتْ. وأثْلَج ماءُ البئر : انقطع. ونَصْلٌ ثُلاجيّ ، وحَديدةٌ ثُلاجيّة : شديدة البياض.
ثلط ـ ما ثَرَطَه ثَرْطاً ولكن ثَلَطَ عليه ثَلْطاً ، الثَّرْط الزّراية والعيب.
ثلغ ـ ثَلَغَ رأسه وفَلَغَه : شدَخَه. ورُطَبٌ مثلَّغ : سقط من النخلة فانشدخ ، وتناثرتِ الثّمار فثُلِّغَتْ.
ثلل ـ لا يَفْرُقُ بين الثَّلّةِ وبين هذه الثُّلّةِ ؛ الثَّلّة جماعة الغنم ، والثُّلّة جماعة الناس ؛ قال :
آلَيْتُ باللهِ رَبّي لا أُسالمهم |
|
حتى يُسالَم رَبَ الثَّلّةِ الذّيبُ |
وبنو فلانٍ مُثِلُّون : أصحاب غنم. وكساء جيّد الثَّلّة أي الصوف ، سمّي باسم ما هو منه كتسمية المطر بالسماء. وفي الحديث في ماشية اليتيم : «للوصيّ أن يصيب من ثَلّتها ورِسْلِها». وفي المَثَل : «خرقاءُ وجدتْ ثَلّة». وقد أثَلّ فلان :