والعرب تقول : لقّانا اللهُ مَضِيرَه وأسقانا ثَمِيرَه ؛ وقال ابن مقبل :
وكنّا اجتَنينا مرّةً ثَمَرَ الصِّبَا |
|
فلمْ يُبْقِ منهُ الدّهرُ إلّا تَذَكُّرَا |
ثمل ـ شرب حتى ثَمِلَ ، وهو نشوانُ ثَمِلٌ ؛ قال الأعشى :
أقولُ للرَّكْبِ في دُرْنَا وقد ثَمِلُوا |
|
شِيموا وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثَّمِلُ |
وأَثْمَلَهم الشرابُ. وأنا لا أشربُ إلّا على ثَمِيلَةٍ وهي بقيّة العَلَفِ في البطن. وما بقي من الماء إلّا ثُمْل وثَمْل وهو الثَّمَدُ. وشرب ثُمالةَ اللبن وهي رغوتُه ، وأثْمَلَ اللبنُ وثَمَّل إذا رَغا. وسقاه السّمّ المثمَّل وهو المنْقَع. وثُمِّلَ السّمّ : تُرِكَ في الإنْقَاعِ أيّاماً حتى اختَمَر وهو الثُّمَال. وهو ثِمَالُ قومِه أي قِوامُهم وغِياثُهم ، وقد ثَمَلَهم يَثْمِلُهم.
ومن المجاز : رنَّحَه ثَمَلُ الكرى ؛ قال :
وفتيَةٍ أرّقْتُهم من مَهجَعٍ |
|
والنّوْم أحلى عندهم من العَسَلْ |
فنَهَضُوا مائِلَةً عِمّاتُهُمْ |
|
كأنّهُم منَ الكَلالِ والثَّمَلْ |
شَرْبٌ تَساقَوْا قَرْقَفاً حِمْصِيّةً |
|
كُرّتْ عَلَيهِمْ عَلَلاً بعدَ نَهَلْ |
وأَثمَلَه النّعاسُ ، وهو ثَمِلٌ ممّا غلَبَه الوَسَنُ. ووَطْبٌ ثَمِلٌ : ملآنُ ثقيل. وأصبَحَتْ نفسي ثَمِلة غاثِيَةً أي مسترخيةً خبيثةً. وثَمّلَ الحَمامُ ، وحمام مثمِّل ، وهو المطرب الذي يكاد يُثْمِل من يسمع صوته.
ثمم ـ كنّا أهل ثَمِّه ورَمِّه أي أهلَ إصلاحِ شأنه والاهتمام بأمره ، ثَمَ الشيءَ يَثُمُّه ، ورمَّه يَرُمُّه إذا جمعه وأصلحَه. وفلان لا يملك ثُمّاً ولا رُمّاً. وفلان مِثَمٌ مِقَمٌّ إذا كان يكتب كلّ شيء.
ومن المجاز : هو لك على طرَف الثُّمام ، وعلى ظهرِ العُسّ إذا كان هَيّن المتناوَل. وتكلّم فما تَثَمثَم ولا تَلَعثَم أي ما توقّف.
ثمن ـ ثَمَنْتُهُم أَثْمِنُهم : كنت ثامنهم ، بالكسر ، وبالضمّ أخذتُ ثمن أموالهم. وكانوا سبعة فأثْمَنُوا أي صاروا ثمانية ، وأخذت فلانةُ ثَمِينَها من تركة زوجِها ؛ قال :
ألا لا تُعينيني على البُخْلِ وابتَغي |
|
ثَمينَكِ إنْ مَرّتْ عَليّ شَعُوبُ |
وقال :
فإنّي لستُ منكِ ولستِ مِنّي |
|
إذا ما طارَ مِنْ مالي الثَّمِينُ |
وإبِلٌ ثَوَامِنُ : من الثِّمْنِ بمعنى الظِّمْء. وكساء ذو ثَمَانٍ : عُمِلَ من ثماني جِزّات ؛ قال الراعي :
سَيَكْفيكِ المُرَحَّلَ ذو ثَمَانٍ |
|
حَصِيفٌ تُبْرِمِينَ لَهُ جُفَالا |
ومتاع ثَمِينٌ : كثير الثّمَن ، وسِلْعَةٌ ثَمِينَة ، وقد ثَمُنَتْ ثَمَانَةً. وتقول : هذا المَتاع الثّمِين لك منه الثّمِين. وأثْمَنْتُ الرجلَ بمتاعِه ، وأثمَنتُ له أعطيتُه ثَمَنَه. وأثْمَنْتُ البَيْعَ : سَمّيْتُ له ثَمَناً ؛ قال عديّ :
لا يُثْمِنُ البَيْعَ ولا يَحْمِلُ الرِّدْ |
|
فَ ولا يُعطَى به قَلبُ خُوصِ |
وثَمِّنْ هذا المَتاعَ : بَيّنْ ثَمَنَه ، كما تقول : قوِّمْه. وضَعْ بينَ يدي البائع الثّمَنَ والمُثَمَّن أو المُثْمَن.
ثنن ـ فرس وافي الثُّنّةِ وهي الشّعر المشرِفُ على مؤخّر رُسْغِ الدّابّة ، ويُحمد وفورُه ؛ قال امرؤ القيس :
لها ثُنَنٌ كخَوَافي العُقَا |
|
بِ سودٌ يَفينَ إذا تَزْبَئِرّ |
من وَفَى شعرُه ، ويكره أن يكون أمْرَط. وفي مَثَل : «بلَغَتِ الدّماءُ الثُّنَنَ». وطعنه في ثُنّتِه وهي ما بين السُّرّة والعانة ، وهي مَرَاقُّ البطنِ.
ومن المجاز : كنّا في ثُنّةٍ من الكلإ وغُنّةٍ ، مستعارة من ثُنّة الفرس ، والغُنّةُ من الرّوضةِ الغَنّاء.