ثني ـ دَسّه في ثِنْيِ ثوبِه. وكلّ شيء ثُنيَ بعضُه على بعضٍ أطواقاً ، فكلّ طاقٍ من ذلك ثِنْيٌ. حتى يقال : أثناءُ الحَيّةِ لمَطاويها. وتُشبَّه الثّرَيّا بأثناء الوِشَاح. قال امرؤ القيس :
إذا ما الثّرَيّا في السّماء تَعَرّضَتْ |
|
تَعَرُّضَ أَثْنَاء الوِشَاحِ المُفَصَّلِ |
وأخذوا في ثِنْيِ الجَبَل والوادي أي في مُنْعَطَفِه. وليس هذا من فَعَلاتِه ببِكْرٍ ولا ثِنْيٍ. وقبض بثِنْيِ الحبل وهو ما فضَل في كفّه إذا قبض عليه. وعقَلَ البعيرَ بثِنَايَينِ ، وهو أن يعقِل يديه جَميعاً بطرفي حبلٍ. وعقد المِثْنَاةَ في الخِشَاش والمثانيَ في الأخِشّةِ وهي طَرَفُ الزّمام. وثنى العودَ فانثَنى ، وتثنّى الغصنُ وقوامُ الجارية ، وثَنى وسادتَه فجلس عليها ، وثنى رجلَه فنزل. ومما بدء قومهما وثُنْيانهم أي أوّلهم في السيادة والذي يليه. ونحرَ الجزّارُ النّاقةَ وأخذ الثُّنْيَا ، وهي ما يَستَثنيه لنفسه من الرّأس والأطراف ، وأبيعك هذه الشاةَ ولي ثُنْياها. وهذه هبةٌ ليس فيها مَثْنَوِيّةٌ وثُنْيَا أي استثناء. وهو ثَنِيّتي من القوم أي خاصّتي ، وهؤلاء ثَنَايايَ ؛ قال ذو الرُّمّة :
تَئِنُّ إذا ما النِّسْعُ بَعْدَ اعْوِجاجها |
|
تحَدّرَ في حَيْزُومِها وتَصَعّدَا |
أنِينَ الفتى المَسْلُولِ أبْصَرَ حَوْلَهُ |
|
على جَهدِ حالٍ من ثَنَاياهُ عُوَّدَا |
ومن المجاز : ثَنَيْتُ فلاناً على وجهه إذا رجعتَه إلى حيث جاء ، وثَنى عِنانَه عني ولوى عِذارَه إذا أعرض ، وجاء ثانياً من عِنانِه إذا جاء ظافراً ببُغيته. وفلان تُثْنى به الخناصر أي يُبدأ به. ولا تُثْنى به الخناصر أي لا يُؤبَه به. وعرفتُ ذلك في أثناء كلامه. وثنى فلان رجلَه أي جلس. وهو طَلّاع الثّنَايا أي رَكّابُ المشاقّ. وتَثَنّى في صدري كذا أي تردّد.
ثوب ـ تفرّق عنه أصحابه ثمّ تابوا إليه ، والبيتُ مَثَابةٌ للنّاس. والخُطّابَ يراسِلونها ويُثَاوِبُونها أي يُعاوِدونها. وثَوّبَ في الدّعاء ، وثوّبَ برَكعتين : تطوّع بهما بعد كلّ صلاة. وأثابه الله وثوّبه (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ). وجزاك الله المثوبةَ الحسنى.
ومن المجاز : ثابَ إليه عقلُه وحلمُه. وجمّتْ مَثَابةُ البئر وهي مجتمع مائها ، وهذه بئر لها ثائب أي ماء يعود بعد النّزْحِ. وقومٌ لهم ثائبٌ إذا وفدوا جماعةً إثْرَ جماعةٍ ؛ قال الجعديّ :
ترَى المعشرَ الكُلْفَ الوجوهِ إذا انتَدَوْا |
|
لهم ثائِبٌ كالبَحْرِ لم يَتَصرّمِ |
ومنه ثاب له مال إذا كثر واجتمع. وثاب الغُبَار إذا سطع وكثر. وثُوِّبَ فلان بعد خَصَاصَة. وثاب الحوض : امتلأ. وثاب إليه جسمه بعد الهُزَالِ إذا سمِن ، وأثاب الله جسمَه ، وقد أثاب فلان إذا ثابَ إليه جسمُه. وجَمّتْ مَثَابةُ جهله إذا استحكم جهلُه. ونشأت مُسْتَثَاباتُ الرّياحِ ، وهي ذوات اليُمْن والبركةِ التي يُرجى خيرُها. قال كثيّر :
إذا مُستَثاباتُ الرّياحِ تُنُسّمَتْ |
|
ومَرّ بسَفسَافِ التّرَابِ عَقِيمُها |
سُمّي خَيرُ الرّياح ثَوَاباً ، كما سمّي خير النحل وهو العسل ثَوَاباً ، يقال : أحلى من الثّوَاب. وذهب مال فلان فاستَثاب مالاً أي استرجع ، ويقول الرجل لصاحبه : استَثَبْتُ بمالك ، أي ذهبَ مالي فاسترجعتُه بما أعطيتني. وفلان نقيّ الثّوبِ بريّ من العيب ، وعكسه دنِسُ الثياب. وللهِ ثَوْبَا فلان ، كما تقول : لله بلادُه تريد نفسَه ؛ قال الراعي :
فأوْمأتُ إيماءً خَفِيّاً لحَبْتَرٍ |
|
فلِلّهِ ثوْبَا حبترٍ أيّمَا فتى |
وقالت ليلى الأخيليّة :
رَمَوْها بأثوابٍ خِفَافٍ فلا تَرَى |
|
لها شَبَهاً إلّا النَّعَامَ المنفَّرَا |
واسلُلْ ثيابَكَ من ثيابي أي اعتزِلْني وفارِقْني ؛ قال امرؤ القيس :
وإن كنتِ قد ساءتكِ منّي خَليقَةٌ |
|
فسُلّي ثِيَابي من ثِيَابِك تَنْسُلِ |
وتعلّقَ بثياب الله أي بأستار الكعبة.
ثور ـ ثار العسكر من مركزه ، وثار القَطَا من مَجَاثِمِه ،