وثبّت الأقدام إن لاقينا |
|
إن الأولى قد بغوا علينا |
إذا أرادوا فتنة أبينا |
ويرفع صلي الله عليه وآله وسلم صوته بقوله : أبينا ، ويمدّها.
وعدم تعليمه الشعر ، لأن الله إنما علّمه القرآن العظيم الذى : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت ٤١ / ٤٢].
والقرآن ليس بشعر ولا تخيلات ، ولا كهانة ، ولا مفتعل ، ولا سحر يؤثر ، وإنما هو دستور للحياة الإسلامية ، ومواعظ وإرشادات ، كما قال تعالى :
(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) أي ما القرآن إلا ذكر من الأذكار ، وموعظة من المواعظ ، وكتاب سماوي واضح ظاهر جلي لمن تأمله وتدبره ، يتلى في المعابد ، ويسترشد في كل شؤون الحياة.
لذا قال تعالى محدّدا مهمة القرآن ومهمة رسول الله صلى الله وآله وسلم :
(لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا ، وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ) أي لينذر هذا القرآن المبين كل حي على وجه الأرض ، كقوله تعالى : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام ٦ / ١٩] ولكن إنما ينتفع بنذارته من هو حيّ القلب ، مستنير البصيرة ، ولكي تثبت به وتجب كلمة العذاب على الكافرين ، الممتنعين من الإيمان به ، وهذا في مقابلة صفة المؤمنين وهم أحياء القلوب ، أما الكافرون فهم لكفرهم وسقوط حجتهم وعدم تأملهم أشبه بالأموات في الحقيقة ، لعدم تأثرهم بعظات القرآن ، وانعدام يقظتهم لاتباع الحق والهدى.
والخلاصة : أن الآية دالة على أن القرآن رحمة للمؤمنين ، وحجة على الكافرين.
ثم أعاد تعالى الكلام في الوحدانية وأتى ببعض أدلتها ، فقال :
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ) أي أو لم