إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (٢٦) وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (٢٧))
البلاغة :
(وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) فيه وضع الظاهر وهو (الْكافِرِينَ) موضع الضمير أي كيدهم لتعميم الحكم والدلالة على العلة وهي الكفر.
(كَذَّابٌ) صيغة مبالغة.
المفردات اللغوية :
(بِآياتِنا) أي المعجزات (وَسُلْطانٍ) حجة وبرهان (مُبِينٍ) ظاهر واضح ، والعطف بين الآيات والسلطان لتغاير الوصفين (فِرْعَوْنَ) ملك مصر (وَهامانَ) وزير فرعون (وَقارُونَ) كان ثريا (ساحِرٌ كَذَّابٌ) يعنون موسى عليهالسلام ، وفيه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيان عاقبة من هو أشد بطشا من الذين كانوا من قبلهم وأقربهم زمانا.
(بِالْحَقِ) بالصدق (قالُوا : اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ) استبقوهم أحياء ، والمعنى : أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلون بهم من قتل الأولاد الذكور وإبقاء النساء أحياء للخدمة (وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) ضياع.
(وَقالَ فِرْعَوْنُ : ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) فيه غاية الكيد والحقد والتجلد وعدم المبالاة بدعاء ربه ليمنعه منه (إِنِّي أَخافُ) إن لم أقتله (أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ) أن يغير ما أنتم عليه من عبادتي وعبادة الأصنام. (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) أي ما يفسد دنياكم من القتل والتجارب وإثارة الفتن إن لم يقدر أن يبطل دينكم (وَقالَ مُوسى) لقومه لما سمع كلام فرعون (إِنِّي عُذْتُ) استعذت واستجرت واستعنت ، وبدأ ب «إن» للتأكيد والدلالة على أن السبب المؤكد في دفع الشر هو العياذ بالله (بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ) خص اسم الرب ، لأن المطلوب هو الحفظ والتربية ، وقوله : (وَرَبِّكُمْ) للحث على الاقتداء به ، فيتعوذوا بالله مثله ويعتصموا بالتوكل عليه مثله (مِنْ