٦ ـ حقا إن ما يعبد من دون الله من البشر أو الأصنام ليس له استجابة دعوة تنفع ، وليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة. وكان فرعون أولا يدعو الناس إلى عبادة الأصنام ، ثم دعاهم إلى عبادة البقر ، فكانت تعبد ما كانت شابة ، فإذا هرمت أمر بذبحها ، ثم دعا بأخرى لتعبد ، ثم لما طال عليه الزمان قال : أنا ربّكم الأعلى.
٧ ـ إن المسرفين وهم المشركون ، والسفهاء ، وسفاكو الدماء بغير حقها ، والجبارون والمتكبرون ، والذين تعدّوا حدود الله ، هم أصحاب النار.
٨ ـ ثم لجأ مؤمن آل فرعون إلى نوع من التهديد والوعيد ، مبينا أن قومه سيتذكرون يوم القيامة وحين حلول العذاب بهم ، ما قاله لهم ، وأما هو فقد توكّل على الله وأسلم أمره إليه ، لأنهم أرادوا قتله ، ولكن من يتوكل على الله فهو حسبه.
٩ ـ لقد حفظ الله هذا المؤمن من إلحاق أنواع العذاب به ، فطلبوه فما وجدوه ، لأنه فوّض أمره إلى الله تعالى.
١٠ ـ وأما آل فرعون فإنه نزل بهم العذاب الشامل في الدنيا وهو الغرق ، وسيعذبون في الآخرة ، ويعرضون أيضا في البرزخ في القبور على النار صباح مساء.
وهذا كما تقدّم يدلّ على إثبات عذاب القبر ، لقوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) ما دامت الدنيا. قال جمهور المفسرين : هذه الآية تدلّ على عذاب القبر في الدنيا ، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ).
ورأى الرازي أن الآية لا تدلّ على عذاب القبر ، وإنما ذكر الغدوة والعشية