عندئذ أنه المبطل وخصمه المحقّ ، ويحل عليه عذاب دائم مستمر لا محيد له عنه يوم القيامة ، وهو عذاب النار.
فقه الحياة أو الأحكام :
هذه الآيات تدرجت في الإثبات من وجوب الاعتقاد بوحدانية الله إلى ضرورة عبادته وحده ، إلى معرفة علمه وقدرته وتمكنه من إنفاذ تهديده ووعيده في الوقت المناسب.
ولكن ما أغبى المشركين وأجهلهم وأحمقهم وأسخفهم!! إنهم مع عبادتهم الأوثان مقرّون بأن الخالق هو الله ، وإذا كان الله هو الخالق القادر العالم الحكيم الرحيم ، فكيف يعبدون سواه؟ وكيف يخوفون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بآلهتهم الخرقاء العاجزة التي هي مخلوقة لله تعالى ، وهو رسول من عند الله الذي خلقها وخلق السموات والأرض؟!
وبعد اعترافهم بهذا ، ألا يدركون أن هذه الأصنام جمادات صماء ، لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر؟ فإن أراد الله عبده بشدة وبلاء ، فلا تستطيع هذه الأصنام دفعه ورفعه وإزالته ، وإذا أراد الله إمداد عبده بنعمة ورخاء ، فلا تتمكن من حجب رحمته وإمساكها ومنعها ، وترك الجواب لدلالة الكلام عليه ، يعني فسيقولون : لا تكشف ولا تمسك.
وأما المؤمن أو العاقل ، فإنه لا يلتفت إلى تخويف المشركين بالأصنام الصماء كما في الآية السابقة : (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) ، ويعلن أنه معتمد على الله ، متوكل عليه ، ويجب أن يعتمد عليه المعتمدون.
كذلك يصر المؤمن بالبقاء على منهجه وطريقته في عبادة الله وحده ويهزأ بكل من ضل عن هذا المنهج ، وسوف تنجلي الحقائق ، وتتبين ما تتمخض عنه