عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».
وأخرج الإمام أحمد الحديث المتقدم عن عبد الله بن مسعود رضياللهعنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : «من قال : اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، إني أعهد إليك في هذه الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر ، وتباعدني من الخير ، وإني لا أثق إلا برحمتك ، فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة ، إنك لا تخلف الميعاد ، إلا قال الله عزوجل لملائكته يوم القيامة : إن عبدي قد عهد إلي عهدا ، فأوفوه إياه ، فيدخله الله الجنة».
وأخرج أحمد أيضا والترمذي عن مجاهد قال : قال أبو بكر الصديق : «أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت ، وإذا أخذت مضجعي من الليل : اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، لا إله إلا أنت ، ربّ كل شيء ومليكه ، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ، أو أقترف على نفسي سوءا أو أجرّه على نفسي».
ثم ذكر الله تعالى ثلاثة أشياء في وعيد هؤلاء المشركين ، فقال :
١ ـ (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ، مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي ولو أن هؤلاء الكفار المشركين ملكوا كل ما في الأرض من الأموال والذخائر ، وملكوا مثله معه أي منضما إليه ، لجعلوا الكل فدية لأنفسهم من ذلك العذاب الشديد يوم القيامة ، جزاء ظلمهم. وهذا وعيد شديد وإقناط نهائي من الخلاصلى الله عليه وآله وسلم.
٢ ـ (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) أي وظهر لهم من أنواع العقاب والسخط والعذاب المعد لهم ، ما لم يكن في حسابهم ولا خطر في بالهم.