به؟ فإنه كان مهلكا مستأصلا ، وليعتبر قومك يا محمد بهذا ، فإني أعاقبهم بعقاب مماثل ، وإنهم يمرون على بلادهم ومساكنهم ، فيعاينون أثر ذلك. وهذا تقرير فيه معنى التعجيب ، وأكّد هذا المعنى بقوله :
(وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) أي ومثل ذلك عذاب كل كافر ، والمعنى : وكما وجب العذاب على الأمم المكذبة لرسلهم ، وجب على الذين كفروا بك يا محمد ، وجادلوك بالباطل ، وتحزبوا عليك ، فالسبب واحد والعلة واحدة ، وذلك العذاب هو استحقاقهم النار.
والمراد بكلمة العذاب هي أنهم مستحقون النار.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلّت الآيات على ما يأتي :
١ ـ إن تنزيل القرآن من الله ذي العزة والعلم ، فهو ليس منقولا ولا مما يصحّ أن يكذّب به.
٢ ـ وصف الله تعالى نفسه بستّ صفات تجمع بين الترغيب والترهيب ، وتفتح باب الأمل للعصاة والكفار للمبادرة إلى ساحة الإيمان والتزام جادة الاستقامة على أمر الله ومنهجه. وتشير القصتان التاليتان إلى مدى فعالية هذا الأسلوب القرآني في إصلاح البشرية.
روى ابن أبي حاتم وابن جرير عن أبي إسحاق السبيعي قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني قتلت ، فهل لي من توبة؟ فقرأ عمر رضياللهعنه : (حم. تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. غافِرِ الذَّنْبِ ، وَقابِلِ التَّوْبِ ، شَدِيدِ الْعِقابِ ..) الآية ، وقال : اعمل ولا تيأس.