الدنيا ، وورثهم نعيم الجنة في الآخرة. وهذا يشمل المهاجرين والأنصار وغيرهم من المؤمنين الذين يعملون الصالحات.
وقوله : (وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) عطف خاص على عام ، وهو دليل على أنه شرط في صحة الإيمان بعد بعثته صلىاللهعليهوسلم. وقوله : (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) جملة معترضة حسنة.
ثم بيّن الله تعالى سبب إضلال الكافرين وإصلاح وإسعاد المؤمنين ، فقال : (ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ ، وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ) أي إن ذلك الجزاء المتقدم للفريقين بسبب اتباع الكافرين الباطل ، من الشرك بالله ، والعمل بمعاصيه واختياره على الحق ، وبسبب اتباع المؤمنين الحق الذي أمر الله باتباعه من التوحيد والإيمان وعمل الطاعات.
(كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) أي مثل ذلك البيان الرائع ، يبين الله للناس أحوال الفريقين الجارية مجرى الأمثال في الغرابة ، ويظهر مآل أعمالهم ، وما يصيرون إليه في معادهم.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ إن جزاء أهل مكة الذين كفروا بتوحيد الله ، وصدوا أنفسهم والمؤمنين عن دين الله ، وهو الإسلام ، بنهيهم عن الدخول فيه ، هو إبطال ثمرة أعمالهم في كفرهم ، بما كانوا يسمونه مكارم الأخلاق ، فلم يبق لهم عمل ، ولم يوجد ، وأدى ذلك بالتالي إلى أنه لم يمتنع الإهلاك عنهم ، ولا صرفهم عن التوفيق لسبل السعادة.
والمراد بالإضلال : إبطال العمل وأثره بحيث لا يجده ولا يجد من يثيبه عليها.