(خُلِقَ) وهذه الحال تسمى الحال المقدّرة ؛ لأن الهلع إنما يحدث بعد خلقه لا في حال خلقه. و (جَزُوعاً) و (مَنُوعاً) : خبر كان مقدرة وتقديره : يكون جزوعا ويكون منوعا.
البلاغة :
(إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) بينهما مقابلة.
المفردات اللغوية :
(إِنَّ الْإِنْسانَ) أريد بالإنسان الناس فلذلك استثني منه (إِلَّا الْمُصَلِّينَ).
(هَلُوعاً) سريع الحزن والجزع شديد الحرص قليل الصبر قال الزمخشري : الهلع : سرعة الجزع عند مسّ المكروه وسرعة المنع عند مسّ الخير. (الشَّرُّ) أي الضّر. (جَزُوعاً) كثير الجزع والمراد أنه يئوس قنوط والجزع : حزن يصرف الإنسان عن مهامّه. (الْخَيْرُ) السعة أو المال والغنى. (مَنُوعاً) كثير المنع يبالغ في الإمساك. وهذه الأوصاف الثلاثة (الهلع والجزع والمنع) طبائع جبل الإنسان عليها.
(إِلَّا الْمُصَلِّينَ) أي المؤمنين استثناء من الموصوفين بالصفات المذكورة. (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) مواظبون لا يشغلهم عنها شاغل. (حَقٌّ مَعْلُومٌ) نصيب معين واجب كالزكاة والنذور. (لِلسَّائِلِ) الفقير الذي يستجدي. (وَالْمَحْرُومِ) الفقير المتعفف الذي لا يسأل فيظن أنه غني فيحرم. (يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) يصدقون بيوم الجزاء تصديقا قلبيا وعمليا فيجتهد في العبادة وينفق من ماله طمعا في المثوبة الأخروية. (مُشْفِقُونَ) خائفون على أنفسهم. (إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) غير مأمون النزول وهي جملة اعتراضية تدلّ على أنه لا ينبغي لأحد أن يأمن عذاب الله وإن بالغ في طاعته. (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) محافظون عليها من الحرام. (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) من الإماء الرقيقات حينما كان الرّق قائما موجودا.
(العادُونَ) المتجاوزون الحلال إلى الحرام أو الحدود المسموح بها شرعا. (لِأَماناتِهِمْ) ما ائتمنوا عليه من أمور الدين والدنيا وقرئ : «لأمانتهم». (وَعَهْدِهِمْ) ما عاهدوا عليه والتزموا الوفاء به. (راعُونَ) حافظون. (بِشَهاداتِهِمْ) جمعت لاختلاف أنواعها وقرئ : «بشهادتهم». (قائِمُونَ) يؤدون الشهادة ولا يكتمونها. (يُحافِظُونَ) يؤدونها في أوقاتها مراعين شرائطها وفرائضها وسننها. وتكرير ذكر الصلاة ووصفهم بهم أولا وآخرا للدلالة على فضلها. (مُكْرَمُونَ) بثواب الله.